كنت أعتقد أن آخر إنسان يمكن أن يسدد سهاما للمملكة وإعلامها هو المدعو نجدت أنزور لما كان يجده من ترحاب ولما كان يجده من أفضليه حتى على مخرجين سعوديين، وكان يخرج المسلسلات والأفلام الوثائقية والأوبريتات ليغادر ممتلئ الجيوب ! لكن يبدو أنه تحول من مخرج محترم إلى مرتزق بالفن، وما قاله عن المملكة وإعلامها ذكرني بما تعودناه من المرتزقة العرب في عهود ماضيه عندما يفلسون فيحاولون أن يهاجموا المملكة في أساليب معروفة للابتزاز والتسول، ففي حديثه ل (bbc) قال: إن الإعلام الفضائي السعودي يمارس الإرهاب !! لماذا قال سعادته ذلك لأن الفضائيات السعودية لم تشتر منه مسلسل (ما ملكت أيمانكم)!! وهي كما قال تدعي أنها تحارب الإرهاب بينما هي في الواقع لا تفعل ذلك ! وأعتقد أن المسلسل لو كان متعافي ومستقيم فنيا لما كان هناك ما يمنع من شرائه والدفع بالدولار للسيد نجدت كما كان ذلك يحصل سابقا ! لكن الفشل الذريع الذي مني به المسلسل جعله يفقد صوابه ويمارس نفس الدور المقيت الذي اشتهر به، فتهمة الإرهاب سبق له أن سددها لكل من يخالف رأيه فأتذكر عندما كتبت أنا وغيري عن مسلسله (الحور العين) الذي مول من الام بي سي وشوه فيه صورة السعوديين اتهمنا بالإرهاب الصحفي وأننا مغرضون حاقدون ! وهذا النجدت يشوه أي عمل يسند إليه ألم ينتج ويخرج أوبريت الجناردية (17) فجعله مسخا لا ينتمي إلى تراثنا ولا تقاليدنا مضيفا عليه بعضا من رقصات بشكل مستهجن !
لقد تعودنا مثل هذه الأصوات النشاز ولكنها كانت و(الشهادة لله) تنطلق باحترافية يصعب معها الكشف عن مسبباتها ونواياها حيث تدس سما بالعسل لتكون الاتهامات أقرب للحقيقة، لكن هذا المخرج ليس لديه الصبر والأناة ليتعلم من أساتذته كيف يكون الابتزاز على أصوله.
وإذا كانت المملكة وإعلامها لا تحارب الإرهاب فمن يا ترى يفعل ذلك؟ من الواضح أنه لم يوفق في اختيار التهمة لأنه حاول أن يحجب الشمس بغربال ! لقد كان دعم الإعلام الفضائي السعودي له هو المفصل الحقيقي وراء نجاحاته ولكن هناك من يطغى أن رآه استغنى ! ولعل هذه تكون درس لنا ولإعلامنا وفضائياتنا ألا نستقطب إلا الأشخاص الأسوياء والفنانين والمخرجين الذي يهمهم منتجهم الفني قبل التفكير في التسويق له، وأن سوق له فيكون ذلك عبر قيمة العمل نفسه وليس بممارسة الارتزاق والضغوط والتصريحات الإعلامية فهذه لم تعد تؤثر فينا لأنها مرحلة قد ولت ! وما فعله نجدت أنزور مارسه قبله الكاتب أسامة أنور عكاشة الذي اشتهر باتهامه بأن المال الخليجي قد أفسد الدراما المصرية متناسيا أن أفلام المقاولات لم يكن للمال الخليجي علاقة بأغلبها، ولولا هذا المال لما كانت الكثير من الأفلام والمسلسلات الرائعة والتي آخرها الملك فاروق ونازلي وغيرها لتمتع الجمهور وتحظى بأكبر مشاهدة، ومثل هذا الكلام صدح به أيضا الزعيم عادل إمام الذي فقد الكثير من زعامته وبدا يطلق تصريحاته الفنية بل والسياسية للبحث عن دور وكل من وجد نفسه مفلسا ماليا أو فنيا اتجه للخليج ليطلق تصريحاته لعلها ترتد دولارات ! ولعل الأمر الإيجابي أن هذه الألاعيب أصبحت مكشوفة ولم تعد تنطلي على أحد ! وأتمنى أن تقوم قناة الام بي سي بإقامة دعوى قضائية على المدعي نجدت ليكف عن ممارسة الإرهاب ضد إعلامنا، ولعله يجد أبوابا أخرى للارتزاق وهي كثيرة لا تخفى على مثله !