Wednesday  29/09/2010 Issue 13880

الاربعاء 20 شوال 1431  العدد  13880

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

الملك عبدالله وإطلاق الحمامة
الدكتور محمد أحمد الجوير *

 

الزمن شاهد للقادة الأوفياء الصادقين المنكرين لذواتهم، نحن في المملكة العربية السعودية نحظى بأسرة حاكمة أمسكت بزمام هذا الكيان الشامخ، حافظت عليه بفضل الله ثم بفضل تمسكها بشرعه القويم، مما زادها عزاً ورسوخاً وتمكيناً في الأرض، منذ أن أعلن المؤسس -رحمه الله- توحيد هذه البلاد تحت راية التوحيد، بعد كفاح مرير، لم يلق وجه ربه، حتى توطد الأمن وعمّ الخير والرخاء أرجاء البلاد، استلم الأمانة من بعده أبناؤه البررة، سعود وفيصل وخالد وفهد -رحمهم الله- ثم جاء حامل لواء السلام، وداعي الحوار، أبو متعب؛ عبدالله بن عبدالعزيز ليكمل المسيرة التي بدأها والده المؤسس -رحمه الله- وسار عليها إخوانه الميامين، إن كل مواطن وطأت قدماه تراب هذه البلاد الطاهر، يشعر بالفخر والاعتزاز إزاء ما حققته المملكة من إنجازات على مختلف الأصعدة منذ توحيدها، حتى هذا العهد الميمون، عهد عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي أطلق شارة النهضة العصرية بألوانها الزاهية في مختلف الجوانب التعليمية والصحية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والاجتماعية والعمرانية، بلادنا ولله الحمد تعيش فترة ذهبية غير مسبوقة تحفرها أنامل الملك المفدى، وإذ نحن نتقلب في نعيم هذه النهضة، تذكرت قصة الحمامة التي أمسك بها -حفظه الله- في احتفال أهالي مدينة بريدة، عندما كان ولياً للعهد.. سأربط بين إطلاقه تلك الحمامة.. وإطلاقه شارة البدء النهضوي والتنمية لشعبه، نهضة وتنمية تسابق الزمن، إطلاق حرية الكلمة المحاطة بسياج الدين، إطلاق نشر ثقافة الحوار، إطلاق مشروع الإصلاح والمساءلة والقضاء على الفساد ودواعيه، إطلاق مشاريع الإصلاح وتعزيز النماء الاقتصادي، التعليم، القضاء.. إلخ! وعلى صعيد السياسة الخارجية، سعيه الحثيث لتقريب وجهات النظر بين المختلفين من الأشقاء العرب والمسلمين في أنحاء المعمورة ورأب المتصدع منها، واستطاعته إدارة الكثير من الملفات الساخنة والمهمة عربياً وإسلامياً ودولياً، كما كانت جهوده متميزة في دعم العمل العربي المشترك، والعمل الجاد لتحقيق الوفاق بين الدول العربية، وسعيه الدؤوب لتقديم الدعم والمساندة للشعوب المحتاجة في العالم. لقد جاءت زيارات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله العديدة للدول العربية والإسلامية والصديقة، لتشكل رافداً آخر من روافد اتزان السياسة الخارجية للمملكة وحرصها على السلام والأمن الدوليين. قائد مسيرتنا يسير على خطى والده وإخوانه في الشأن الداخلي والخارجي في توازن تام، الذين وضعوا مصالح الشعب في أولويات أجندتهم. إن احتفاء المملكة العربية السعودية بمرور ثمانين سنة على توحيدها، فيه تذكير لأجيال اليوم، بعصر الكفاح وشغف العيش، لمقارنة ذلك العصر، بعصرنا الحاضر الذي نتفيا فيه ظلال الأمن والأمان والرخاء والتطور، الذي لم يتأت، إلا بفضل الله ثم بتضحيات القائمين على هذه الدولة منذ تأسيسها حتى هذا العهد الميمون، وستبقى بإذن الله شامخة، رايتها الخضراء مرفرفة حتى يرث الله الأرض ومن عليها. والمملكة وهي تتقلب في هذه النعم الوفيرة، ترى أن ذلك نابع من الأسس السليمة التي قامت عليها الدولة، وفي مقدمتها التمسك بتعاليم الدين الحنيف، وإقامة أحكام الشريعة بالعدل، بما يحقق الأمن والاستقرار والسعادة للمواطن والمقيم، ويحفظ للناس حقوقهم، وبما يحافظ على الضرورات الخمس لهم التي كفلتها الشريعة السمحة، لقد استطاعت المملكة بفضل الله من خلال سياستها المتوازنة وسعيها الحثيث لخدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية، وتحقيق مكانة متميزة في العالم العربي والإسلامي، وأصبحت مرجعاً مهماً لحل قضايا المنطقة، بل وشريكاً دولياً بارزاً في العديد من المحافل الدولية السياسية والاقتصادية، تمد أياديها البيضاء من دون منة للمحتاجين المتضررين من الكوارث، حتى وإن كانوا غير مسلمين، ولا غرو أن أطلق على المملكة، مملكة الإنسانية وعلى قائدها ملك الإنسانية. إن ما شهدته المملكة العربية السعودية في السنوات الخمس الأخيرة، في هذا العهد الميمون، تميز بالشمولية والتكامل، شكل ذلك ملحمة عظيمة لبناء وقيادة وطن خطط لها وقادها بمهارة واقتدار الملك المفدى، حيث اتسم عهده -حفظه الله- بسمات حضارية متميزة من أبرزها تمسكه بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه وأمته والمجتمع الإنساني بأجمعه في كل شأن من شؤونه، وها هي عجلة الزمن شاهدة على إنجازات وعطاءات مليكنا المفدى، الملك الصالح، الناصح، العادل، قامع الفساد، وستظل بصمات المليك الخيرة خالدة محفورة في ذاكرة شعبه الوفي، يؤازره إخوانه البررة، سلطان الخير ونايف خادم السنة، وبقية إخوانهم الأوفياء الصادقين، ويبقى واجبنا باعتبارنا مواطنين، أن نشكر الله على هذا الأمن الوارف والاستقرار الدائم، ويلزمنا المحافظة عليه، بأن نكون جنود مجندين وعيون ساهرة لوطننا وقادته، حذرين من مغبة الأفكار الوافدة والمتطرفة والتبعية المريضة لأعداء الدين والدولة، حفظ الله بلادنا من كل مكروه. هكذا كان استشرافي، لإطلاق عبدالله بن عبدالعزيز، لحمامة بريدة!

المستشار الإعلامي بمكتب وزير الثقافة والإعلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة