أدرك أن للشعر أهمية كبيرة بين الناس، وأن الكثير من عشاقه يرغبون لو منحهم الله موهبة الشعر. ولكن المسألة ليست مجرد رغبة في ذلك فقط، والموهوب الفعلي بذل الكثير ليصل إلى ما وصل إليه من قدرة على كتابة أو قول ما يلفت الانتباه ويحدث الإعجاب والمتابعة، ولو سألت أي مبدع عن شعوره تجاه ما يكتب لكان مقاربا لشعور الأب تجاه أبنائه؛ فكلاهما - الإبداع والأبناء - جزء لا يتجزأ من النفس.
والذوق السليم يأنف ممن يدعي ما ليس له كما يحدث كثيراً عبر الكثير من مواقع الشبكة العنكبوتية في بعض منتديات الشعر حين يقوم بعض ضعاف النفوس وعبر أسماء مستعارة بالسطو السافر على إبداع صادق مميز بذل صاحبه الكثير من العناء قبل أن يصل إلى فكرة جديدة أو صورة باهرة.
ولكن المحير أن يتصل أحد أولئك المستهترين بأصواتهم وأسمائهم ببعض البرامج التفاعلية الخاصة ويدعي قصيدة معروفة أشهر من أن يقدم من لديه ذرة من الذوق على سرقتها في وضح النهار.
وقفة:
لأبي تمام:
يعيش المَرْءُ ما استحيَى بِخَيرٍ
ويبقى العودُ ما بقيَ اللحاءُ
فلا واللهِ ما في العيشِ خيرٌ
ولا الدُّنيا إذا ذَهبَ الحَياءُ
إذا لم تخشَ عاقبة َ الليالي
ولمْ تستَحْي فافعَلْ ما تَشاءُ