موسكو - واس
أشاد مسؤولون ودبلوماسيون روس وعرب بدور صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية في الدفاع عن قضايا الشعوب الإسلامية والعربية. وقال مبعوث الرئيس الروسي الخاص للشرق الأوسط نائب وزير الخارجية الكسندر سلطانوف في كلمة ألقاها في ندوة عقدت في الأكاديمية الدبلوماسية الروسية أمس الاول للاحتفاء بمرور 35 عاما على تولي سمو الأمير سعود الفيصل منصب وزير الخارجية (إن اسم سموه يرتبط برفعة مكانة المملكة العربية السعودية وإنجازاتها في الساحة الدولية).
وتحدث الكسندر سلطانوف خلال الندوة التي شارك في أعمالها عدد من المسؤولين والمستشرقين الروس وسفراء الدول العربية والإسلامية عن إسهام سمو الأمير سعود الفيصل في تحقيق أهداف المملكة على الساحة الدولية واصفا مواقفه بالواقعية والبناءة مؤكدا أن سموه يتمتع باحترام واسع على النطاق الدولي بما في ذلك روسيا الاتحادية. وشرح الدور المهم الذي أداه الأمير سعود الفيصل في تنامي العلاقات الثنائية الروسية - السعودية وتطويرها باضطراد منذ استئنافها في عام 1990م. وبين أن هذه العلاقات مهدت لتطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات مشيراً إلى الحوار الحافل القائم بين البلدين على أعلى المستويات والتنسيق الثنائي بينهما في المحافل الدولية المختلفة والتعاون المشترك بهدف إحلال السلام في الشرق الأوسط وتوطيد الاستقرار في منطقة الخليج العربي.
ولفت الانتباه إلى تقارب مواقف البلدين أو تطابقها حيال العديد من القضايا الدولية والإقليمية واهتمامهما بتعميق حوار أتباع الأديان والحضارات وتحقيق تسويات سياسية للنزاعات في العالم. وقيم سلطانوف بصورة عالية المبادرات السلمية للمملكة العربية السعودية ودورها في تطوير حوار أتباع الأديان والتصدي للإرهاب والتطرف مشيراً على وجه الخصوص إلى مبادرة السلام العربية التي طرحتها المملكة وتبنتها الدول العربية وحظيت بالدعم والتأييد الدولي، وتطرق إلى اتساع رقعة التعاون الثنائي بين البلدين في المحافل الدولية وظهور ساحة جديدة لهذا التعاون ممثلة في مجموعة العشرين التي تعمل على معالجة الأزمات المالية والاقتصادية العالمية.
وأكد أهمية تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما منوها بانعقاد جلسة اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية في مدينة سانت بطرسبورغ مؤخرا ووجود آفاق لتنفيذ مشاريع مشتركة في مختلف المجالات وخاصة الطاقة والنفط والغاز والطاقة النووية والكهروذرية.
وشدد على اهتمام البلدين بالتكنولوجيا المعاصرة معربا عن إيمانه بالدور الذي يؤديه مجلس الأعمال الروسي السعودي في توسيع رقعة التعاون الثنائي بين البلدين. من جانبه، قال رئيس الحكومة ووزير الخارجية الروسي السابق يفغيني بريماكوف في كلمة تليت أثناء الندوة (إنني أكن احتراما عميقا للأمير سعود الفيصل الذي أعرفه خير المعرفة).
ووصف بريماكوف الأمير سعود الفيصل بأنه (صاحب نظرة سياسية شاملة تغطي مختلف المسائل الماثلة أمام الدول الإسلامية والعربية والعالم أجمع). وأضاف: إن سموه يدرك تماما قيمة الاحترام والتأثير المتبادل للحضارات والثقافات المختلفة مشيراً إلى أن نظرة الأمير سعود الفيصل المفعمة بالاحترام لمختلف الحضارات والثقافات القائمة في العالم يشكل نموذجا يقتدي به كل من يعمل لمصلحة بلاده والبشرية جمعاء. وأعرب بريماكوف عن تمنياته لسمو الأمير سعود الفيصل بمزيد من الإنجازات في الحقل الدبلوماسي لمصلحة العلاقات الروسية العربية والسلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
كما قال عميد السفراء العرب سفير دولة الكويت لدى روسيا الاتحادية ناصر المزين في كلمة أمام الندوة إن سمو الأمير سعود الفيصل نذر حياته لخدمة وطنه وشعبه وأمته الإسلامية والعربية والعالم أجمع.
وأضاف المزين: إن السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية تميزت منذ نشأتها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بمبادئ وثوابت أصيلة نابعة من العقيدة الإسلامية السمحاء وقواعد متينة وراسخة في مجال التعاون البناء والتعايش السلمي وحسن الجوار وتعزيز العلاقات عربيا وإقليميا ودوليا بما يخدم المصالح المشتركة إلى جانب الدفاع عن القضايا العادلة أينما وجدت ودعم حوار الحضارات والثقافات وأكسبت المملكة سمعة دولية مرموقة على الصعد الإقليمية والدولية الأمر الذي اكسبها احترام العالم بأسره. وأوضح أن الدبلوماسية السعودية نجحت في حشد التأييد والدعم لنصرة قضية الكويت بكل حنكة وحكمة واقتدار فكانت رأس الحربة التي قادت إلى تحرير دولة الكويت.
وأشار إلى تقدير دول مجلس التعاون الخليجي للجهود المباركة التي تبذلها المملكة العربية السعودية في سبيل تدعيم وتعزيز التعاون المثمر سعياً وراء تحقيق رغبات وطموحات شعوب دول المجلس مشيراً إلى أن المملكة أولت اهتماما خاصا بالقضية الفلسطينية باعتبارها قضية المسلمين والعرب الأولى وعنصرا رئيسيا في سياستها الخارجية.
كما أعرب سفير خادم الحرمين الشريفين لدى روسيا علي جعفر عن عميق امتنانه لوزارة الخارجية الروسية والأكاديمية الدبلوماسية التي رعت ندوة الاحتفاء بإنجازات صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية. وبين أن السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية تقوم على دعائم ثابتة هي العدل والمساواة ونصرة المظلوم وتعزيز العلاقات مع الدول كافة. وقال السفير علي جعفر: إن هذه السياسة أكسبت المملكة احترام العالم في مواقفها وإنجازاتها.
وشارك في الندوة كذلك شخصيات روسية معروفة أبرزها عضو مجلس الفيدرالي رئيس مجلس أصدقاء المملكة العربية السعودية أصلان بك أصلاخانوف وأعضاء لجنة العلاقات الدولية في المجلس الفيدرالي الياس اولاخانوف وزياد سبسبي ورئيس جامعة الثقافة الروسية رمضان عبداللطيف وف ومدير عام رابطة قدامى الدبلوماسيين الروس بوغوس اكوبوف والسفير الروسي المستشرق اوليغ بيريسبكين.