من بين الأخبار التي سعدت بها الأسبوع الماضي تبني سمو الأمير الحكيم نايف كرسياً باسمه للقيم الأخلاقية بجامعة الملك عبدالعزيز، وأجزم حد اليقين أننا وشبابنا أحوج ما نكون إلى مثل هذا الكرسي لدراسات تنمية القيم الخيرة، ومحاربة الأخلاقيات السيئة، وليس بمستغرب أن يتبنى سموه هذا الكرسي؛ فقد لاحظت أن سموه يلح على هذه المعاني كثيراً في الفترة الأخيرة، ولو لم يشعر - من واقع نظرة المسؤول الأمين - بأهمية هذا الشأن لشباب الوطن ما كان هذا الكرسي الذي انطلق من أهمية وخطورة الأمر.
إن سمو الأمير نايف موفق دوماً - بحمد الله - سواء عمل أو تكلم أو قدم مبادرة؛ فمن جائزة السنة النبوية التي لم يُسبق إليها مروراً بعشرات المبادرات، وأخيراً كرسي الأمير نايف لتعزيز القيم الأخلاقية.
إن الأجيال الجديدة تواجه تحديات عنيفة كبيرة، ولا عاصم منها إلا تعزيز القيم الجميلة.. لم تعد الاختراقات للأخلاق تأتي من (الشارع) فقط بل أضحت تأتي من كل مكان من السماء والأرض، من التلفزيون ومن النت.. إلخ.. وليس المنع هو الحل بل المناعة هي العاصم بعون الله.
إنني أتمنى دراسة فكرة أن يرافق هذا الكرسي مركز يسمى (مركز الأمير نايف للحفاظ على القيم) بحيث يكون مركز أو مراكز توجيه للخير والصلاح ومحاربة مسلكيات الشر والفساد أو أن يُنشأ مركز يكون تحت إشراف هذا الكرسي والقائمين عليه؛ فتعزيز القيم مثل بر الوالدين والرفق بالتعامل والإحسان للناس وحب الوطن.. إلخ، بقدر ما يحتاج إلى دراسات علمية ومعمقة فهو يحتاج إلى آليات للتحبيذ على القيم المضيئة، وحفز الشباب للأخذ بها، وفي الوقت ذاته إبراز المحاذير على حياة الشباب ومستقبلهم وأوطانهم عندما يتوجهون إلى المسلكيات الخاطئة ويتم ترجمة ذلك بإيجاد الآليات العملية التي تنأى بهم عن سيئات الأخلاق ومنكرات الأعمال.
إنها فكرة كم أتمنى أن تتم دراستها على ضوء أهداف هذا (الكرسي) المبارك الذي جعل (الأمير الحكيم) بوصلة غيرته، وهو المسؤول والمربي والغيور، تتجه إلى أهم (مكوِّن) يحفظ الشباب ويسعدهم ويؤمِّن مستقبلهم؛ فصلاح أمرهم للأخلاق، والأخلاق وحدها.
أمانة الرياض ومبادرة علامات السلامة
أتمنى أن يحظى وضع علامات السلامة وخطوطها في طرق وشوارع الرياض باهتمام الأمانة والجهات الأخرى كوزارة النقل؛ ذلك أن هذه العلامات والخطوط مؤشر حضاري على تنظيم المدينة وعنايتها بالمارين بطرقها، فضلاً - وهو الأهم - عن مردودها على سلامة السائرين على الطرق وتقليص الحوادث التي ينتج كثير منها بسبب غيابها، وأخيراً.. هي مظهر جمالي يضفي على الشوارع جمالاً ونضارةً..!!
إن هناك طرقاً مهمة، سواء بالمسارات الرئيسية أو مسارات الخدمة التي توشك أن تكون رئيسية؛ إنني أمرُّ مثلاً بشكل شبه يومي بطريق الإمام سعود بن محمد، وأجد أغلب أجزائه ومساراته تفتقد مثل هذه العلامات؛ فهل تبادر أمانة منطقة الرياض بواحدة من مبادراتها الموفقة لعمل هذه الخطوط وعلامات السلامة كعيون القطط، وعلامات الإضاءات التي توضح وتوضع على مداخل ومخارج الطرق والشوارع؟
هذه الشاعرة ووجدها الصادق على شريكها
شدتني هذه الأبيات النبطية الجميلة لشاعرة نبطية أوردها د.ناصر الحجيلان نقلاً عن كتاب (شاعرات من البادية) للأديب عبدالله بن دواس، وهذه المرأة تصور حالتها بعد أن ابتعد عنها زوجها بحثاً عن الربيع والكلأ، وتركها وحدها.. ومن شدّة وجدها على زوجها تمنت أن يأتي الخريف وتعود رياح (الهيف) وسموم الصيف، تلك التي تقضي على أزهار الربيع.. فهي لا يهمها الربيع.. بل ربيعها عودة شريك حياتها ومنامها؛ ولهذا لم تستطع أن تخفي مشاعرها، وعندما أبدتها خشيت أن يلحقها لوم؛ فكان اعتذارها اللطيف، وفي ظني - غير الصادق -، في بيت مقطوعتها الأخير:
«متى على الله يهبّ الهَيف
يُومي بعشْب الزماليق
إذا نزلنا ليالي الصيف
يمْلا النظر شوف عشّيقي
لو يذبحوني هَلّي بالسيف
حلفت لاسْقيه من ريقي
قلته على المزح والتوصيف
تِفضاة بالٍ عن الضيق
فاكس 4565576