مؤخراً (تسللت) إلى كتاب أحلام مستغانمي (نسيان.كوم).. والمتسللون هي التسمية التي يروق لأحلام تسمية من قرأ هذا الكتاب من الرجال.. فرأيت فيه الأنثى فريسة مقطعة الأجنحة لم يبق لها من الحيلة إلا النسيان..
نسيان الرجال الخائنين.. وإن أردت التعبير بما يتلاءم مع رؤية أحلام لهؤلاء فهم أشباه الرجال.. فافترضت هذا العالم من أشباه النساء اللاتي كذبن حتى صدقن كذبتهن.. وبسذاجتهن ظنن أنهن يمنحن الحب أبدياً لا يمحوه غير خيانة من أحببن.. وما كن غير باحثات عن مرآة يقرأن فيها ملامحهن كل صباح.. مرآة يكرهن أن يشاركهن أحد فيها.. فهي الشيء الوحيد الذي قد يحتكرنه في عالم يموج بالنساء الملتقطات لكل كلمة غزل وحب..
ساذجات حد الإغراق في السذاجة.. تلك التي تريهن الرجل أداة يقسن بها بعض قبح بهن جمالاً.. ومسحة غباء تنتابهن دهاء.. وما اصطنعن من خَلْقٍ وخُلقٍ طبيعةً وهبةً ربانية..
ساذجات حد الاعتقاد بوجوب شطب كل كلمات الانتقاد من قاموس الرجل فلا قدر له في حوزتهن إلا المدح والمدح ثم المدح.. ساذجات حد الظن أنهن الوحيدات اللاتي غررن بكبرياء الرجل حتى أضحى انصياعاً وخنوعاً لكل إملاءاتهن حتى وإن بلغت جبل أُحد مبالغة وتضخيماً..
إلى تلك النساء الساذجات اللاتي وقعن في تصديق أكاذيبهن مرة أخرى.. فاحترافهن الكذب أنساهن أن في الكلام صادق قول وكاذبه.. فصدَّقن أن غيرتهن هي حب يدافع عن حبه.. وعابد يذود عن حياض قدسيته.. وما علمن أنهن كمن يحفظن أسرار قبحهن وزلاتهن وهناتهن من البوح والانتشار.. فحب أخرى قصة بوح تبدأ بقصورهن وتنتهي برؤية القبيح قبيحاً كما قُدِّر له..
ولأن أحلام مستغانمي بمبالغاتها في قدسية النساء ورقتهن وتعليق ما لحق بهن من ضرر وما تعداه لأمهن الأرض وما طالها من احتباس حراري واختلال في قوانين الجاذبية علّقت كل هذا برقاب الرجال حتى أضحى النسيان هو حيلتهن الوحيدة اللاتي لها يلجأن هرباً من ظلم أدين به الرجال.. فسأركب موجة النجاة التي امتطتها حين كتبت في كتابها (نسيان.كوم) للرجال الرجال لأكتب للنساء النساء اللاتي ملأن الأرض قلوباً في قلب.. وقصص جمال في خَلق وخُلق.. وانحناءات حنان تجلو خطر الزوايا الحادة.. فكن حواء تحوي حبيبها حباً له وانتماء.. لا سيطرة واحتكاراً ..فمن ضلعه خُلقت وإليه انتمت.. وفيه لها كما له فيها سكن.. يلم الشتات ويزم الهنات.. ويُسكِن الدنيا دنيا أخرى لها حكمها الذاتي المستقل.. تحيا فيه المرأة وجودها الأنثوي الأعظم الذي يُظهر بريقها جوهرة تملأ عيني حبيبها..
الحب شراكة ليس الظلم فيها محتكراً لرجل وليست المظلمة حكراً على أنثى.. فالحب مساحات نملأها بالحياة.. والحياة صنوان يحمل من كل شيء زوجين اثنين..
ختاماً أُقدم اعتذاري لكل النساء فكما يُقال: «من الحكمة أن تعتذر لرجل إذا كنت مخطئاً.. وأن تعتذر لامرأة حتى ولو كنت على صواب».