من يقرأ تصريح الخطوط السعودية حول التكدس المخجل وغير الحضاري للمسافرين في صالات مطار الملك عبدالعزيز وغيره من المطارات، سيشعر بأن هذه المؤسسة لا يمكن أن تخطئ، وأن من يحمِّلها الأخطاء لا يعرف خلفيات علاقاتها مع المؤسسات الأخرى.
تقول الخطوط السعودية إن هيئة الطيران المدني هي وحدها المسؤولة عن هذا التكدس. وتفصِّل الأمر تفصيلاً دقيقاً، حينما تضع على عاتق الهيئة كل الأخطاء الأخرى، مثل أعطال سيور العفش، تأخر جميع الرحلات عن مواعيدها المجدولة بمعدل ساعتين (لاحظوا جميع الرحلات)، تأخر أربع رحلات يومياً إلى أكثر من 6 ساعات، إلغاء عدد من الرحلات المحلية والدولية إلغاءً تاماً، التكرر اليومي لأعطال الطائرات. ثم ماذا بعد ذلك، هل ستكون الهيئة مسؤولة عن التعامل مع المسافرين في المطارات، وعن الوجبات، وعن النظافة داخل الطائرات، وعن لباقة المضيفين والمضيفات، وعن الخدمات أثناء الرحلات، وعن تغيير الدرجات دون الرجوع للركاب، وعن تبديل الوجهات ومحطات التوقف، وعن غيره وغيره؟!
أظن أنه من الأفضل لو تتحرك الخطوط السعودية في اتجاه جديد، هو اتجاه الصمت وعدم التورط في تصريحات صحفية تزيد الطين بلة! ومع الصمت، يا ليتها تجد الحلول المناسبة لمشاكلها الأزلية التي جعلتها في ذيل قائمة الناقلين الجويين.
إن المريض الذي سيجري عملية جراحية، لا يدخل في تفصيلات من سيؤمِّن محاليل التخدير أو الأجهزة أو المعقمات. هو يريد أن يدخل غرفة العمليات بأمان ويخرج منها بعافية. لذلك نرجو من الخطوط السعودية أن تنقلنا في موعدنا براحة ويسر وأن توصلنا في الوقت المحدد بسلامة، وأن تنسق لتحقيق هذا الهدف، مع الهيئة أو مع غيرها. في النهاية نحن لا نعرف إلا «الخطوط السعودية».