بالتأكيد تأتي رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - للمنتدى العربي الثاني لحماية المستهلك من الغش التجاري والتقليد وحماية حقوق الملكية الفكرية، والذي تنظمه مصلحة الجمارك تحت شعار 10 - 10 - 2010م نصل إلى نسبة 10/10 من خلال اكتمال تطبيق 10 إجراءات احترازية لسلامة الواردات، لتوضح بجلاء التحام القيادة الرشيدة مع قاعدتها الوفية، من أجل حماية الوطن والمواطن من مغبة مخاطر ظواهر بدأت تتفشى في المجتمعات على مختلف مشاربها.
وبالطبع، فإن أبرز وأخطر تلك الظواهر السيئة مسألة الغش التجاري والتي تستهدف حياة وصحة ومعيشة المستهلك. كما أن على المستهلك دورا كبيرا في مكافحة الغش التجاري والتقليد لابد له من أن يلعبه للحد من انتشاره، أيضا الجمارك يهمها العمل على توعية وتثقيف المستهلك حتى يكون عضدا لها في مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة.
والجمارك بذلت جهدا مقدرا في سبيل الإسهام في زيادة الوعي الاستهلاكي لدى المستهلك وتبصيره بأساليب الغش التجاري والتقليد لتمكينه من المساهمة في مكافحة هذه الظاهرة لتجعل منه خطاً أماميا في محاربتها حيث إن وضع وحفظ وتطبيق الأنظمة والقوانين والتدابير الرامية لمواجهة هذه الظاهرة لن تكون ذات جدوى ما لم يتناول المستهلك جرعات كافية من ثقافة استهلاكية واعية تشارك في تعزيزها جميع الجهات ذات العلاقة انطلاقاً من أهمية تكامل الأدوار بينها وبين أفراد المجتمع.
المنتدى الذي ستستمر فعالياته لمدة ثلاثة أيام وتشارك فيه الجهات ذات العلاقة بما في ذلك من خبراء دوليين ومحليين لمواجهة الغش التجاري والتقليد وحماية حقوق الملكية الفكرية على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية، يعتبر مناسبة مهمة؛ حيث يتم استعراض دور المستهلك في التصدي لظاهرة الغش التجاري والتقليد «يتضمن ثلاثة موضوعات يقدم من خلالها أوراق عمل تتناول التعريف بدور المستهلك في التصدي لظاهرة الغش التجاري والتقليد ودور الإعلام في توعية المستهلك، ودور المؤسسات العلمية والبحثية في التصدي لهذه الظاهرة عن طريق المستهلك نفسه وسيتحدث في هذه الموضوعات متخصصون في هذا الجانب على الصعيد المحلي والعربي والعالمي.
وإلى جانب ذلك فهناك ورشة عمل أخرى تقام على هامش المنتدى بعنوان : «جمعيات حماية المستهلك في العالم العربي .. مقارنة دولية» سيشارك فيها نخبة من مسئولي جمعيات حماية المستهلك في عدد من الدول العربية سيتم من خلالها مناقشة خلاصة تجاربهم في هذا المجال ... وورشة عمل أخرى بعنوان «دور الصحافة في توعية المستهلك من الغش التجاري والتقليد» وسيشارك فيها نُخبة من الكتَاب بالصحف المحلية لمناقشة هذا الموضوع والدور المأمول من الصحافة في توعية المستهلك من الغش التجاري والتقليد.
وهذا يدعوني إلى التفاؤل في قدرة هذا المنتدى والمشاركين فيه لأن يخرجوا لنا بما يفيد بخصوص مواجهة ظاهرة الغش التجاري والتقليد وحقوق الملكية الفكرية بتوصيات ستحفظ للمواطن المستهلك والوطن واقتصاده ما يحميهم بعد ترسيخ مفاهيم جديدة ووضع إستراتيجية موحدة لحماية المستهلك وتوعيته وإيضاح دوره في التصدي لهذه الظاهرة بمشاركة من الجهات الحكومية ذات العلاقة والقطاع الخاص ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.
(*) مساعد مدير عام التطوير الإداري - مصلحة الجمارك