نيروبي - جنيف - د ب أ
نشرت الأمم المتحدة الجمعة تقريرا مثيرا للجدل حول عقد من الصراع في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وقد أغضب ذلك رواندا وأوغندا؛ حيث يتهم التقرير الدولتين وآخرين بارتكاب جرائم وحشية ضد المدنيين. وردت رواندا وأوغندا بغضب على صيغة للتقرير تسربت من مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان، ومقرها جنيف، وهددتا بسحب بعثات حفظ السلام الدولية ردا على ذلك.
وتعتبر أوغندا من أكبر الدول المساهمة في بعثة الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام في الصومال، بينما تشارك رواندا بآلاف من الجنود في البعثة المشتركة للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في إقليم دارفور السوداني. ويغطي التقرير، الذي تم إعداده بناء على رواية أكثر من 1200 شاهد وضحية، الصراعات في الكونغو الديمقراطية (زائير سابقًا) في الفترة بين عامي 1993 و2003، التي امتدت لدول أخرى، وأدت إلى مقتل ما يزيد على 5 ملايين شخص، وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة. ويتضمن التقرير المكون من 550 صفحة تفاصيل عن تورط ما لا يقل عن 21 جماعة كونغولية مسلحة فيما يزيد على 600 حالة انتهاك لحقوق الإنسان، تشمل الاغتصاب والقتل وبتر أعضاء عشرات الآلاف، وأيضًا عمليات من جانب القوات المسلحة لثماني دول أخرى.
وجاء في التقرير أن «الفترة التي يغطيها هذا التقرير تُعدّ على الأرجح أحد أكثر الفصول مأساوية في التاريخ الحديث لجمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي بالفعل مشوبة بسلسلة من الأزمات السياسية الكبرى والحروب والصراعات العرقية والإقليمية التي تسببت في وفاة مئات الآلاف، ما لم يكن الملايين، من الأشخاص».
ويواجه الجيش الرواندي اتهامات بذبح الآلاف من الهوتو الذين فروا إلى الكونغو الديمقراطية بعد المذبحة الجماعية عام 1994 في رواندا، التي قتل خلالها مسلحون من الهوتو قرابة 800 ألف من قبائل التوتسي والهوتو المعتدلين. واتهم التقرير الجيش الأوغندي بارتكاب جرائم حرب أثناء دعمه للمتمردين الكونغوليين الذين أطاحوا بالديكتاتور سيئ السمعة لدولة زائير في ذلك الوقت موبوتو سيسيكو عام 1997م.