دبي - (ا ف ب)

كرر زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن نداءه من أجل ضحايا الفيضانات في باكستان في رسالة صوتية بثت أمس السبت هي الثانية خلال 24 ساعة، حسبما ذكرت المجموعة الأميركية لمراقبة المواقع المتشددة (سايت). وكما في رسالته الجمعة، لم يتطرق ابن لادن بشكل مباشر إلى شئون القتال مكتفياً بالتشديد على ضرورة تعزيز العمليات الإغاثية في باكستان والعالم الإسلامي، وهي خطوة رأى فيها محللون غربيون كبار محاولة من جانب زعيم القاعدة لتلميع صورته لدى الرأي العام الإسلامي.

وكرر ابن لادن في رسالته الصوتية الثانية التي حملت عنوان «اغيثوا إخوانكم في باكستان» ما طلبه في رسالته الجمعة. وكان زعيم تنظيم القاعدة الذي تطارده الولايات المتحدة منذ غزوها أفغانستان في تشرين الأول - أكتوبر 2001 دعا في رسالة بثت على الإنترنت الجمعة وكانت الأولى منذ ستة أشهر، إلى إنشاء هيئة إسلامية دولية إغاثية وإلى إغاثة منكوبي باكستان. وتعليقاً على المضمون الخاص لرسالتي ابن لادن، قال الخبير والمسؤول السابق في المخابرات الأميركية بول بيلر إن «ابن لادن يحاول أن يستفيد من أي أزمة أو مشلكة تمثل هماً بالنسبة للرأي العام، وهو يحاول أن يحصل على دعم هذا الراي العام».

وبحسب بيلر، فإن ابن لادن يسعى إلى «الرد على تراجع التأييد الذي يحظى به في صفوف الناس الذين باتوا ينظرون إليه على أنه إرهابي لا يتردد في سفك الدماء حتى دماء المسلمين». كما اعتبر الخبير أن ابن لادن «يحاول أن يحصل على بعض الرصيد عبر إثارة موضوع (الإغاثة) إذ إنه لا يستطيع أن يحصل على هذا الرصيد عبر تقديم هذه الخدمات (الإغاثة) بشكل فعلي».

من جانبه، حذر مايكل شوير المسؤول السابق عن تعقب ابن لادن في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي اي ايه) من مغبة تبسيط الأمور والنظر إلى تناول زعيم القاعدة مسألة التغير المناخي على أنها موضوع غريب يتناوله أهم رجل مطلوب على وجه الأرض. وقال شوير «إن ابن لادن ليس فقط الرجل الذي يحمل رشاش كلاشنييكوف»، وندد «بالصورة المحدودة» التي ترسم للرجل في الغرب.

وأضاف «نود أن نصدق بأن الرجل قاتل عبثي ونتناسى أنه تلقى دروساً هندسية وهو خبير في الإدارة، كما أنه عندما كان في السودان اكتسب خبرة كبيرة في مجال الزراعة»». واعتبر شوير الذي كتب كتاباً عن حياة ابن لادن سيصدر في شباط - فبراير أن تناول موضوع التغير المناخي يعكس اهتماماته الشخصية وشخصيته أمام الرأي العام.