أحسن صنعًا منظمو المؤتمر الثاني للتعاملات الإلكترونية الحكومية، الذي عُقد في مدينة الرياض الأسبوع الماضي، بتضمين برنامج عمل المؤتمر فقرة بعنوان «جلسة وزارية»، ترأسها صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة، وتحدث خلالها خمسة وزراء مثلوا وزارات مهمة، هي: وزارة العدل، وزارة المالية، وزارة التجارة والصناعة، وزارة العمل ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات. وقد أدار رئيس الجلسة اللقاء بكل كفاءة واقتدار، وبأسلوب مبسط وبشكل أريحي، وفتح المجال للحضور بطرح أسئلتهم مباشرة ومن دون أن تكون مكتوبة أو مرتبة مسبقًا، وتحدث كل وزير عن وزارته وطموحاتها في تحقيق أهداف الحكومة الإلكترونية، وأجابوا عن مداخلات وتساؤلات الحضور بكل شفافية.
كما قد حظيت تلك الجلسة بحضور كبير ملأ القاعة من الرجال والنساء، وقد لاقت استحسان مَنْ حضرها.
أجزم وأؤكد أن نسبة كبيرة من الحضور لم تشاهد أو تسمع أولئك المسؤولين من قبل وبشكل مباشر، وجاءتهم الفرصة في تلك المناسبة، وظهر ذلك من خلال الأسئلة والمداخلات التي تم طرحها عليهم مباشرة.
وفي تصوري أن عقد مثل تلك الجلسة بين نخبة من كبار المسؤولين في الدولة والمواطنين والإعلاميين والباحثين هو فرصة مناسبة جدًّا للتعرُّف على رأي العامة، وهو كذلك فرصة للقاء بهم بعيدًا عن البروتوكولات والتعقيدات التي تصعب الوصول إليهم.
حبذا لو تتبنى بعض الجهات، وعلى سبيل المثال معهد الإدارة العامة أو الغرف التجارية الصناعية، عقد مثل تلك اللقاءات المفيدة مع كبار المسؤولين؛ حيث إن في ذلك فائدة كبيرة للمسؤول نفسه وللحضور من المهتمين، شريطة أن تُعلَن مسبقًا، وأن تكون مفتوحة للعامة.
شخصيًّا استفدت كثيرًا من حضور تلك الجلسة، وأعتقد أن كثيرين مثلي كذلك.
وفي الختام، أود أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى القائمين على المؤتمر على حُسْن التنظيم المشرف، وعلى تبني مثل تلك الجلسة المفيدة، وشكرًا لأصحاب السمو والفضيلة والمعالي على حضورهم وحُسْن طرحهم.