في واشنطن، وعن جامعة كاليفورنيا في سانتا كروز قبل يومين، أعلن « أن مجموعة من العلماء في الولايات المتحدة اكتشفوا ما قد يكون أول كوكب يصلح للعيش عليه خارج المجموعة الشمسية التي ينتمي لها كوكب الأرض. ووجد فريق العلماء كوكباً في حجم الأرض (وثلاثة أضعاف كتلتها) في مدار حول نجم قريب، حيث من الممكن أن يوجد ماء سائل على سطحه».
« وحسب ما قال في الخبر (ستيفن فوجت) أستاذ علم الفلك والفيزياء الفلكية في جامعة كاليفورنيا»: إن نتائجنا تكشف عن حالة قطعية لكوكب صالح للسكنى.. وحقيقة إننا تمكنا من اكتشاف هذا الكوكب بسرعة كبيرة وعلى هذه المسافة القريبة يمكن أن تنبئنا بأن كواكب مثل هذا قد تكون شائعة حقاً.
في مثل هذه النتائج لعلماء الفلك والفيزياء الذين تشدني معارفهم، وتشوقني لتتبع نتائج بحوثهم واكتشافاتهم، ما يربطني بالفضاء من مدارات كانت ولا تزال بيئة خصيبة لتأملي، ومنطلقا رحبا لحرفي، وأجواءً موحية لنبضه، فهم المغتربون المقتربون، بسلطان علمهم، من آيات الله تعالى في كونه العظيم، بغموضه، وثرواته، وجماله ومفاجآته، وزخمه وآماده، وأبعاده وأعماقه.. فإن كنا لم نتعرف بعد على الأرض موطئ حركتنا، ومنطلق أنفاسنا، فإننا بمحدودية قدراتنا، لن نتعرف بكل ما أوتي هؤلاء العلماء، تفاصيل ما بسط الله لنا في الأرض، ورفعه عنّا في السماء، لكنه تعالى قدَّر من فضله ما أمكن العقل البشري،4 من الغوص والصيد، والعودة من كل إبحار، بما يزيد من دهشة العقول، وبما يبسط في سعة التأملات،.. ومع أننا لم نتعرف أرضنا بعد.., لكننا نطمح لأن نجرب سواها، علَّنا نعود بما يضيف لنبضنا حسا جديدا، ولأفكارنا مدارات أوسع، ولأفكارنا ما يجعلها تنفتح على ماليس قريبا فوق الكف..، ربما نبتكر مالا يقصينا عن فهم أعمق، لما هو أبعد عن متناول اليسير في تجاربنا كلِّها، بل التي ليست تكشفُ عنها فينا، ولنا...
من يتبرع معي لأن يكون أول النازلين بهذا الكوكب..؟ ربما تأخذنا إليه مركبة غير التي تأخذ الطوَّافين بالأفلاك، الراحلين في فضاءات، كلما أمعنَّا الغوصَ فيها زادتنا يقينا، بأن هناك مالا يستجيب له عجزنا..؟ هناك، ربما تكون القصيدة صوتا ناطقا، والجمال كيانا يتحرك..، والفضيلة معراجا يتلألأ بما لا يخطر ببالنا.. ربما الخرافة والسكينة قوامان من نور.. أو يكون الانبهار سلطانا بعصاه يهش على انتباهتنا.. ربما نعود، وربما نبقى في عالم تمنيناه هنا..، ووجدناه هناك.. لكن: هل هناك يمكننا أن نشم الحبر، ونعانق القلم.. ولا نخطو إلا على أوراقنا، تدبُّ فوقها صدورنا، وتبهج أرواحنا؟.. إن كان هذا..، وإلا فلنبق هنا ولا نفارق أقلامنا.
هل تذهب معي أيها الفيزيائي الصغير, الكبير إلى هناك..؟
فأعدَّ - إذن - الزوادة والزاد، ولنأخذ معنا الحلم.