|
أصبحت (الجودة) هدفاً أولياً، ومطلباً جوهرياً، وجزءاً لا يتجزأ، في كل مجال، وكل منتج، وكل مشروع. ولم نعد اليوم نلهث وراء الأرقام الكمية، بقدر ما أصبحنا نبحث عن القيمة والوظيفة والهدف. ويأتي تأسيس الجامعات الجديدة، ومنها جامعة القصيم، في مقدمة المشاريع التنموية الجوهرية والاستثمارية التي تبنتها حكومتنا الرشيدة من أجل بناء الإنسان وتهيئته ليسهم في بناء الوطن، لا ليكون عالة على سوق العمل وزيادة في معدلات البطالة.
لقد تأسست جامعة القصيم قبل سنوات ست فقط وهي لا تشكل فترة زمنية كافية للحكم على مخرجاتها وإسهاماتها. حيث بدأت بسبع كليات وثلاث عمادات، وخلال ست سنوات فقط ارتفع عدد كلياتها إلى ثمان وعشرين كلية وسبع عمادات. وارتفع عدد طلابها من ثمانية عشر ألفا ليصل إلى خمسة وأربعين ألف طالب وطالبة موزعين على كليات الجامعة في ست مدن إلى جانب المقر الرئيس للجامعة.
ومع هذا التوسع الكمي السريع، لم تنس الجامعة أهمية الجودة في برامجها ومخرجاتها. فقد أعدت خطة طموحة وفاعلة أعادت من خلالها هيكلة جميع كلياتها، وأقسامها العلمية، وحدّثت، ولا تزال، جميع خططها الدراسية، وتوسعت في برامج الدراسات العليا، وأوقفت عددا من برامج البكالوريوس التي لا يحتاجها سوق العمل، وربطت ما بين برامجها ومتطلبات التنمية واحتياجاتها وحاجة سوق العمل. وأولت البحث العلمي عنايته فأسست وكالة وعمادة خاصتين لدعم جهود أعضاء هيئة التدريس في البحث العلمي.
وأولت اكتمال البنية التحتية عنايتها. فالمدينة الجامعية في المقر الرئيس تحولت إلى ورشة عمل كبرى تستكمل فيها مباني الكليات والعمادات ومباني إسكان الطلاب. وخلال سنوات قليلة قادمة إن شاء الله سيصبح المقر الرئيس للجامعة مدينة جامعة متكاملة. وبنفس الاهتمام والمتابعة والحرص تنفذ الجامعة مباني كليات المحافظات.
ومع كل هذه الجهود التأسيسية المضنية، لم تنس الجامعة جودة برامجها العلمية. فقد كان تأسيس كل كلية أو قسم علمي يتم وفق أعلى معايير الجودة في الجامعات العالمية. وجامعة القصيم هي الجامعة الناشئة الوحيدة التي تقدمت لاستكمال الحصول على الاعتماد المؤسسي والأكاديمي من الهيئة السعودية للاعتماد الأكاديمي، وخطت في سبيل تحقيق هذا الهدف خطوات واسعة كان آخرها إنجاز الخطة الإستراتيجية للجامعة للسنوات العشر القادمة التي وضعت وفق أعلى المعايير وأدق المواصفات وأكبر الطموحات. وتطمح الجامعة إلى الوصول إلى الاعتماد المؤسسي والأكاديمي لسبعة برامج علمية كبداية تتلوها باقي البرامج بحول الله.
ولم يقتصر طموح الجامعة على الحصول على الاعتماد المؤسسي والأكاديمي المحلي، بل سعت، ولا تزال، إلى الاعتماد الدولي في أكثر من كلية.
ويأتي حصول كلية الهندسة على الاعتماد الأكاديمي الدولي ABET إنجازا يؤكد طموح الجامعة وحرصها على جودة برامجها والوصول إلى العالمية. لقد حققت كلية الهندسة هذا الإنجاز وعمرها لما يتجاوز سبع سنوات، أي أنها بدأت خطوات الحصول على هذا الإنجاز العالمي بعد تخريج أول دفعة من دفعاتها وهذا ما لم تحققه كلية أخرى من كليات الهندسة في المنطقة.
ورغم سعادتنا وفخرنا بهذا الإنجاز، فإن طموحنا لن يتوقف بحول الله عند هذا الإنجاز. وسوف تسعى الجامعة إلى تحقيق المزيد من الإنجازات على كافة الأصعدة مدعومة بحكومة لا تألو جهدا في دعم الجامعات وتطوير التعليم العالي.
إنني أرفع الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمين وسمو الثاني على الدعم المتواصل للجامعة وللجامعات السعودية كلها، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز وسمو نائبه على متابعتهم ودعمهم المستمر في كل شأن من شؤون الجامعة.
وإلى معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري ومعالي نائبه على دعمهم ومتابعتهم وجهودهم في دعم الجامعة ومشاريعها وطموحاتها.
وأزجي التهنئة إلى جميع منسوبي الجامعة وخصوصاً عميد كلية الهندسة ووكلائهاً وأعضاء هيئة التدريس فيها وطلابها على هذا الإنجاز.
وأسأل الله أن يمدنا بعونه وتوفيقه.
* وكيل جامعة القصيم للشؤون التعليمية