ثمة شيء في الحالة الإعلامية، لا أعلم هل هي تثير الريبة أم علامات التعجب أم أنها جزء من كلٍّ في مجتمع يقتات على تناقل الأخبار وإضافة الإكسسوارات عليها؟!
قديماً قالوا إن آفة الأخبار هم رواتها، وهذه مقولة لم تندثر مع تقادم السنين، ولم تنتهِ صلاحيتها، بل هي حاضرة في وقتنا الحالي أكثر من أي وقت.
يومياً، وأقول يومياً لأنني صادق، أسمع إشاعات تتناثر هنا وهناك، وتأتيني أخبار أعرف مصدرها وأعرف حال وقوعها (الطبيعي)، لكن المعلومة تصلني وقد امتلأت بتفاصيل بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع، وكل من يبلغني بالأمر يقول (معلومات أكيدة)، أو مصدري موثوق.
أعيش في (بيئة) تقتات على نقل الأخبار، صدقها وكذبها، لكن الوضع (جد) لم يعد يطاق، خصوصاً أن هذه الأخبار أصبحت كالسيل تأخذ كل من في طريقها، وحالات كثيرة تحرك الدمع في المحاجر، وتجعلني أتساءل، ما الذي جاء بي إلى هذا المكان؟
منكم من جرب الإشاعة، سواء في نقلها أو نفيها أو حتى تحدثت عنه، وهي مؤلمة جداً لمن لمسته أو تعرضت له، بل إن هذه الإشاعات بدأت تتطور في (نجاستها) يوماً بعد آخر فلم تعد مجرد حادث مروري أو إصابة في مستشفى أو مرض هنا أو هناك، بل تعدت إلى أمور أخجل من التفكير فيها.
آفة الأخبار رواتها، احفظوا هذه العبارة كلما مر عليكم خبر، ولا أزكي نفسي بل إنني (أسوأكم) لكنني أرغب في التذكير بأن القصاص آتٍ لا محالة، وتريثوا في كل خطوة تودون فعلها، ولا تعتقدوا بأنني نصّبت نفسي ك(مصلح) لكنني أرى الوضع يكاد يخرج عن مساره إن لم يكن قد خرج وزاد العبث بسمعة الناس واللعب بها في ضغطة زر، عجيب أمرنا فقد أصبحت سيرة الآخرين معلقة برسالة لا تكلف سوى هللات بسيطة.