الجزيرة- الرياض - مصعب بن عمير

تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود افتتح معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري مساء أمس الأول المؤتمر الدولي (نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم) الذي تنظمه الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها (سنن) ويقام في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض خلال الفترة 23-25 شوال 1431هـ وذلك بمبنى المؤتمرات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

وبدئ الحفل المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها (سنن) الدكتور عبدالعزيز بن محمد السعيد كلمة أشار فيها إلى قيام الجمعية بواجب من واجباتها نحو الدين ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

وأشار إلى أن رسول الله أحب إلى المؤمنين من أولادهم ووالديهم وأهليهم وأموالهم بل أنفسهم والقيام بحقوقه ونصرته والدفاع عنه واجب شرعي.

ودعا غير المسلمين لقراءة السيرة الناصعة الناضجة بكل خير قبل إصدار الحكم وقال «انصفوا ولو لم تؤمنوا وإيمانكم أحب إلينا، والالتزام بالموضوعية عند القراءة والكتابة عن المصطفى الكريم».

وخاطب العقلاء منهم أن يأخذوا بيد السفهاء الذين يسيئون للرسل أجمعين فإنهم قد بشروا به وأوجبوا على أممهم اتباعه، وأن الطعن في الرسول الكريم طعن في الأمة المسلمة ويؤذيها جميعاً.

وبين أن المؤتمر ينعقد بمشاركة أصحاب المعالي والمفكرين والأكاديميين والباحثين وأن الهدف من إقامته التعريف بالإسلام وما اشتملت عليه الشريعة والتعريف بشخص الرسول الكريم وإبراز جوانب الرحمة في سيرته ودراسة اتجاهات الرأي الغربي حول الإسلام والدفاع عن جناب رسول الله صلى الله عليه وسلم المرتكز على الدليل الشرعي والعقلي والمثالية في سيرته وتصحيح الخاطئ من المفاهيم والرد على الشبهات المثارة وقال: «اللجنة العلمية للمؤتمر استقبلت ما يزيد على أربعمائة طلب من خمسة وخمسين دولة حيث تم إجازة 72 بحثا بعد التحكيم العلمي تعنى بالتأصيل ودراسة الواقع ومناقشة قضايا الساعة وأن البحوث هذه ستبقى خزانة مليئة بالعلم وشاهدا على خيرية هذه الأمة»، سائلا الله التوفيق والسداد.

عقب ذلك ألقيت كلمة المشاركين في المؤتمر ألقاها نيابة عنهم الدكتور عبدالله شاكر الجنيدي أكد خلالها عن سعادته بالمشاركة وقال: «إننا نواجه قوما اعتدوا على الرسول صلى الله عليه وسلم» مبيناً رحمته عليه الصلاة والسلام بالمسلمين وبالأعداء.

كما استعرض بعض القصص التي تدل على عفوه صلى الله عليه وسلم بالمسلمين وبأعداء الحرب من المشركين مؤكدا أن البحوث المقدمة ركزت على جوانب الرحمة من حياته صلى الله عليه وسلم.

ثم ألقى معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل كلمة رفع فيها الشكر لخادم الحرمين الشريفين على رعايته للمؤتمر، مؤكداً أن هذه الليلة ليله مباركة في جامعة الإمام وأن ذلك أداء لرسالتها في مؤتمر نبي الرحمة.

وأشار إلى أن أهمية المؤتمر تأتي لأسباب منها أنها تتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة والنعمة المسداة وإمام المسلمين الذي جاء به الدين الإسلامي الدين الكامل، والمؤتمر يعقد في مملكة السلام والإسلام وأنها دولة الشريعة ويشار إليها بالبنان.

مشيراً إلى أن المؤتمر جاء أيضا في وقت لبيان رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وتقديمها للعالم أجمع بموضوعية واتزان ومنهج معتدل موضحا أن الجامعة تتشرف باحتضانها للمؤتمر.

إثر ذلك ألقى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أكد خلالها أن نصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم واجبة على كل مسلم على قدر استطاعته، وأنه يجب أن نواجه الباطل بالحق، وأن نوضح للجميع سيرة الرسول الكريم، وأوضح أن العالم كان في غاية من الضلال فبعث الله الرسول محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين إنسهم وجنهم، وهو رسول للخلق كلهم وخاتم النبيين، إنه رحمة للعالمين أجمع رحم الله به الخلق.

وقال سماحته: «إن من حقوق النبي العظيمة وأعظم حق علينا الإيمان به وطاعته، وأن نقدم سنته وأن نعمل بها، وأن نقبل أوامره ونواهيه، وأن نحكم سنته ونتحاكم إليها،ونشر سنته الفعلية والقولية وأن ندافع عنه ونرد كيد الحاقدين، ونبين الحقيقة وننشرها بحق وأن نقابل الباطل بالحق ونبين رحمته بالأمة ورحمته بالأعداء الذين خضعوا لأحكام الإسلام وهذا النبي رحمة للناس جميعاً».

وأضاف: «إنه ينبغي ألا نقابل الباطل بباطل بل نقابله بالحقيقة، وأن نقيم الندوات في بلاد المسلمين وخارجها ونستفيد من وسائل التقنية الحديثة من أجل إيضاح للحقيقة وأن ذلك واجب على المسلمين جميعاً».

يذكر أن المؤتمر الدولي (نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم) سيعقد اثنتا عشرة جلسة علمية للرجال والنساء وذلك بفندق مداريم كراون بالرياض.