في أحدث ظهور للرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو، قال إن أسامة بن لادن عميل للولايات المتحدة الأمريكية، وإن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، كان يستخدمه لتخويف من يشاء، أو لخلق مبرر لضرب من يشاء، أو للضغط على من يشاء. وهذا الكلام سبق أن لمَّح له أكثر من شخصية سياسية أو إعلامية.
في هذا الصدد، فإن ثمة ترمومتر خاص لدرجات مصداقية ما نسمعه عن أن السياسي فلان أو المحارب علان كان أو لا يزال أداة في أيدي أجهزة مخابرات بريطانيا أو روسيا أو الولايات المتحدة الأمريكية. وأمامنا في هذا الصدد، قائمة طويلة من الأسماء التي صعد نجمها النضالي إلى أن وصل إلى درجة يضع فيها رأسه برأس الدولة التي يعمل عميلاً لها! وهذه القائمة تشمل من تشمل، وصولاً إلى أعلى المراكز السياسية.
هل يعقل أن كل شعوب الأرض سُذَّج، لن يكتشف أي منهم أمر مخططات قوى المخابرات في تجييش كل هؤلاء الإرهابيين والسياسيين في شرق الأرض وغربها لمصالحها، أو أمر العملاء الذين يعملون لصالحها، والذين وصلت بهم الدناءة والخسة لكي يبيعوا أوطانهم لمخابرات الدول الأجنبية مقابل ثروة مادية أو سعياً لانتقام شخصي أو تحقيقاً لأجندة خاصة؟!
في النهاية، ألا يمكن تصديق سيناريوهات العمالة واعتبارها حقيقة واقعة، كأن نصدق أن أمريكا تطلب من عميلها أسامة بن لادن أن يرسل عدداً من فتيانه ليهدموا برجيْ التجارة العالمي المنتهية صلاحيتهما بالطائرات، بدل هدمهما بالديناميت، وبذلك تضرب عصفورين، اقتصادي و سياسي بحجر واحد؟! أو كأن نصدق بأن عملاء المخابرات الإسرائيلية يعملون ليس لصالحها، بل لصالح تعزيز أمن واستقرار فلسطين والمنطقة؟!