معادلة النمو الاقتصادي المستدام لا تستقيم دون محاصرة شوائب الإنتاج والاستهلاك وتنقية الجسد الاقتصادي منها بشكل دوري، والغش التجاري اليوم لا يرفع العالم عقيرته بمحاربته لمجرد كونه سلوك إجرامي يستهدف تزييف السلع أو الأسماء التجارية بغرض الحصول على مكاسب غير شرعية، فالغش التجاري اليوم بات أحد أمراض العصر الاقتصادية التي تثبط عجلة النمو بل وقد تعطلها باعتبار التقليد ليس اعتداء على السلعة المادية فقط بل على العقل والفكرة التي أنتجتها.
العارفون بعقارب ساعة النمو الاقتصادي العالمي يدركون بأنها تتجه نحو الفكر وتعزيز دوره بشكل كبير، وأصحاب الأفكار اليوم هم من يقودون مسيرة النمو ويحمون عربتها ولذا فإن حماية الفكرة التي تجسد السلعة أو الخدمة حماية للنمو الاقتصادي نفسه على صعيد الاقتصادي العالمي الكلي.
المملكة اليوم وتحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تشارك العالم هموم النمو والدفاع عن حياضه من خلال المنتدى العربي الثاني لحماية المستهلك والذي يستهدف تفعيل الوعي بالغش التجاري وحماية المستهلك الذي يقع عليه الضرر الأول والأكبر نتيجة استشراء ظاهرة الغش التجاري، وتحدي الوعي الذي يواجه الأطراف المتصلة اليوم بهذه القضية هو القدرة على فك الالتباس في علاقة الجودة والقيمة لدى مجموع المستهلكين، إذ إن أكبر ثغرة ينفذ منها هذا المرض الاقتصادي هو « طعم « السعر المنخفض, رغم أنه يحمل في ثنياه غالباً وليس أحياناً مفتاح الموت، فلعل الجهات المعنية بهذه الظاهرة أن تفعل الوعي الاستهلاكي بهذا الاتجاه وتستثمر هذا الحدث الدولي بفعالية.
***