في أحد الصوالين الأدبية قبل أيام قليلة قال أحد الشعراء الذين يكتبون الفصيح والشعبي من الشعر في آن واحد: لقد لمست من واقع تجربة أملك توثيقها بالأدلة أن شعراء الفصحى لا يفرقهم عن الشعراء الشعبيين فقط الجانب النحوي والبلاغي في فنيات الشعر وبحوره، بل إن أكثر شعراء الفصحى لسان حالهم كما يقول المثل (الشاعر يولد ولا يُصنع Apoet is born. not made).
فأنت تلمس حرصه على أن تتمرحل تجربته للأفضل، وكذلك يظهر لك جلياً من قصيدة لأخرى تنامي مخزونه اللغوي وتداعياته، وأخيلته، ورموزه، وصوره في قصيدته. أما أكثر الشعراء الشعبيين وخصوصاً الجيل الجديد منهم فهم ضحية واسطات القنوات الفضائية ومواقع الشبكة العنكبوتية في حضور متشابه لا يضيف للشعر كفنٍّ أدبي البتة، وكل يحاول أن يصنع شعراء لأهدافه التي تبدأ من العصبية في جانب وتسويقية وهلم جرا دون أدنى معايير اقتصادية متعارف عليها من جانب آخر.
ولأن (مدارات شعبية) قناة أدبية محايدة نتقبل من خلالها كل الآراء الموضوعية الهادفة نطرح هنا وجهة نظر زميلنا الشاعر ونتقبَّل الآراء الجادة حيالها بشكل موضوعي محدد.