تعاني الكثير من أحياء مدننا من فوضى مرورية عارمة، بسببها تقع الكثير من الحوادث، وهذه الأحياء في الغالب مغيبة عن دوريات ورجال المرور، لكونها شوارع داخلية وليست تجارية، ولذا يشكو ساكنوها من هذه الحركة المرورية غير الأخلاقية من شباب الحي و(المتسكعين) فيه.ذه الفوضى مردها من وجهة نظري كونها أحياء مفتوحة، وأعني بذلك لاتصالها المباشر بالشوارع الرئيسة المحيطة بالحي، مما يكون
سبباً مباشراً في دخول وخروج قاطنيها وغير قاطنيها من عدة مداخل مما يسبب هذه الفوضى المرورية
.. وقد لجأت بعض البلديات الفرعية إلى وضع المطبات الصناعية ولكنها لم تحد من هذه المشكلة، بل في أحايين كثيرة أوجدت مشكلة من نوع آخر ليس مجال الحديث عنها هنا.
ما أريد الحديث عنه في هذه المقالة موجه بشكل خاص إلى أمانة منطقة الرياض بصفتي أسكن هذه المدينة، وأدرك مشاكل أحيائها، وكثيراً ما أسمع من المواطنين بعض المشاكل الناتجة من وجهة نظري الشخصية من سوء التخطيط، فلو نظرنا إلى أغلب أحيائنا لوجدناها عبارة عن شوارع مستقيمة تصل أطوال بعضها إلى ثلاثة كيلومترات أو تقل قليلاً، وهذا مما يسهل على المتجولين استخدام هذه الشوارع وبسرعة تصل في أغلبها إلى درجة الجنون مما يسبب الكثير من الحوادث.. والسؤال الذي أطرحه هنا هل يمكن إعادة تخطيط هذه الأحياء؟.
أعتقد أن الإجابة نعم يمكن إعادة تخطيطها ونعني بذلك بطبيعة الحال إعادة تخطيط شوارعها وحدائقها لا منازلها، ومن أجل تحقيق ذلك فإنني أطرح بعض الأفكار الأولية في هذا الاتجاه فأقول:
1- ينظر في أي شارع يزيد طوله عن 500م ويحول إلى مسار آخر بحيث لا يكون نافذاً بشكل يجعل منه طريقاً رئيساً في الحي.
2- يستفاد من المساحة المغلقة في هذا الشارع بجعلها مساحة خضراء تضفي على الحي جواً صحياً منعشاً.
3- تقسيم الأحياء إلى مربعات محددة الطول والعرض ونزع بعض الملكيات لإيجاد حدائق، وإن أمكن بعض المحلات الصغيرة جداً مثل حلاق وبقالة ونقطة أمينة صغيرة.
4- جعل المربع متصلاً بالشارع العام من مدخل واحد ومخرج واحد فقط وتغلق أي مداخل أخرى.
5- إغلاق بعض الممرات لتكون للراجلين فقط وخاصة المتصلة بالمساجد، وهذا سيشجع الناس على عدم استخدام السيارة داخل الحي.
6- وقد يكون من المناسب أمنياً، وهذه بالطبع تهدى الأمن العام وضع كاميرات في المداخل والمخارج لضبط الأمن في الحي، وهذا المقترح أعتقد بأنه في غاية الأهمية.
هذه مقترحات لا تعني اكتمال الفكرة أو المشروع وإنما فقط بداية للتفكير في هذا الاتجاه، فنحن بتنا في أمسّ الحاجة إلى أن نعيش في أحياء آمنة من جميع النواحي، في ظل هذه الكثافة السكانية المتزايدة.والله المستعان،،،