|
كتب - فهد الشويعر :
من البديهي جداً وصف شركة روتانا بأنها أكبر منتج للموسيقى العربية في العالم، ومن الطبيعي أن تكون واحدة من أقطاب المؤسسات الإعلامية في المنطقة كونها تمتلك القاعدة الأساسية لذلك، وتوفر الإمكانيات الفنية والبشرية لذلك، هذه الشركة لا تغيب عن المشهد الإعلامي، وربما هي الشركة الوحيدة الحاضرة دوماً بأخبارها ومشاكلها وأحداثها التي لا تهدأ. ويرى المهتمون في الحالة الإعلامية أن بزوغ نجم فهد السكيت جاء نتيجة طبيعية لما يحمله من فكرٍ إداري ومعرفة واسعة بأحوال المتغيرات المالية في العالم، ومراوغته للأزمات بطريقة احترافية (خلّاقة).
هذا الظهور (وإن كان متأخراً) للسكيت يُعطي مؤشراً إيجابياً لشركة روتانا أن تواصل طريقها نحو عالمية أراد لها رئيس مجلس الإدارة بالشركة أن تكون، خصوصاً وهو الرجل الذي يقال بإنه المهندس الحقيقي لصفقة الاتفاقية التي ملأت السمع والبصر بين شركة روتانا ومجموعة نيوزكورب العالمية، وما تلاها من خَطَوات تمثلَت على أرض الواقع بالإعلان عن إنشاء قناة إخبارية عالمية عروقها سعودية وكذلك (حملة) التغييرات التي طالت شركة روتانا بُغية ترتيب المنشأة من الداخل حتى لا تتعثر في منتصف الطريق القادم.
والمتأمل لشخصية فهد السكيت يرى بأنه (جامد الملامح) لكنه في المقابل متقد الذكاء يتحدث عنه الذين عملوا معه والتقوا به بأنه سريع الملاحظة ومثلها التصرف ملمٌ بكل ما يجري حوله وأمامه وخلفه وقارئ جيد للمستقبليات.
في روتانا يحتاج العمل لمن هم في مثل حالة (السكيت) قليل الحديث وربما نادِرُه، كثير التصرف، إداري محنك ومالي يحوّل الغبار إلى ذهب، ويشد من ظهر الشركة حتى ينتصب قوامها للمنافسة في ميدان السباق الذي لا يعترف بالضعفاء ولا يهتم كثيراً للحديث هنا أو هناك.
ما زالت مشكلة روتانا (الحقيقة) أنَّ الشارع الإعلامي ما زال يعتقد بأنها (أغنية) والسكيت بما أعطي من حصافة قادر على أن يعيد صياغة هذه النظرة (القاصرة) ويصحح هذه المفاهيم بأنها شركة إعلامية سعودية شاملة تحتضن أربعة قطاعات مهيأة بمواردها وقوتها أن تصل إلى العالمية والانتشار، كل قطاعٍ على حدة وجميعها تستظل تحت (مظلة) واحدة.
فهد السكيت لا يمتلك عصاً سحرية ولا جهاز تحكم يُغير به الواقع في دقيقة؛ لكنه بالتأكيد محاط بزملاء يوليهم ثقته ويثقون بما لديه، يستطيعون جميعاً أن يخرجوا الشركة اليوم من عنق الزجاجة إن لم تكن بدأت تخرج.
وشركة روتانا بكافة قطاعاتها اليوم لم تعد ترفيهية همها الوحيد هو تسلية الناس وتوزيع أغاني الفنانين والقبض عليهم تحت مظلتها، بل تعدى الأمر ليكون أبعد من ذلك وأقرب للمنطق أن تتحول إلى شركة تدار بقوانين صارمة حتى لا يخرج دولار إلا ويحل محله أكثر منه.