فكرة إقامة معرض خاص بالشباب لم تكن وليدة أو أن ما قامت به وكالة الشئون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام حدث فريد، فكثير من المعارض الخاصة بعطاء الشباب تقام في مختلف دولنا العربية عامة وفي دول مجلس التعاون على وجه الخصوص، حيث قامت فيه أمانة المجلس بدور رائد في هذا الجانب خدمة لشباب الساحة التشكيلية الخليجية، وأقيم أول معرض لشباب المجلس التشكيليين عام 85م قدم فيه عدد كبير من الإعمال مثلت المملكة فيه الرئاسة العامة لرعاية الشباب قبل انضمام الثقافة إلى وزارة الإعلام.
لكن هذا التحرك وهذا التوجه من وكالة الشئون الثقافية بوزارة الثقافة يعد إضافة جديدة على الساحة المحلية حققت به الرغبة التي طال انتظارها في نفوس الكبار من التشكيليين والشباب والموهوبين، وذلك للعديد من الأسباب من أبرزها.. أن يمنح الشباب فرصتهم في كسب الجوائز والتعريف بعطائهم في مشاركتهم بالمعارض الجماعية أو المسابقات المماثلة بعيداً عن مزاحمة أصحاب الخبرات السابقة من كبار التشكيليين، إضافة إلى منح هؤلاء الشباب المساحة الإعلامية التي لم يكن لهم فيها فرص عند مشاركة الفنانين المعروفين على الساحة واستحواذهم على الإعلام.
كما أن في تخصيص هذا المعرض لهذه الفئة الشبابية ما يمنح التشكيليين الكبار (خبرات) وحضوراً على الساحة منذ تأسيسها المبتعدين عن المشاركات نتيجة اختلاط الحابل بالنابل ومزاحمة التجارب الجديدة غير الناضجة مع تجاربهم التي يراها البعض الوجه الحقيقي للفن التشكيلي السعودي للعودة من جديد عبر تخصيص معرض مماثل لمعرض الشباب لإثراء الساحة بإبداعاتهم التي أصبح لها حضور عالمي وتحقق لأصحابها أساليب تميزوا بها، استخلصوها من ممارسة إبداعهم على مدى سنوات وصل بعضها إلى ما يزيد عن الأربعين عاماً وما زال أصحابها يبحثون ويجددون ويطورون في مسيرتهم.
التصنيف وتشكيل منتخب
فمثل إقامة هذا المعرض المخصص للشباب من الجنسين ما دون السادسة والثلاثين عاماً نقلة نوعية في مستوى الطرح وفي تقريب عطاءات هذا الجيل مع بعضها لتشكيل خط سير ووجه جديد لعملة الفن التشكيلي أكثر تحركاً نحو الحداثة في الإبداع بدماء جديدة تأثرت بمن قبلها وتسعى لتشكيل شخصيتها وابتداع أساليبها بما أتيح لها من فرص المعرفة والاطلاع على جديد العالم بمختلف السبل الشخصية من خلال السفر والحضور المباشر للمعارض كما شاهدنا كثيراً من الشباب خصوصاً فناني منطقة مكة والمنطقة الشرقية في كثير من المناسبات الدولية ومنها المعارض العالمية المقامة في دبي وأبو ضبي، أو متابعة فنون العالم عبر التصفح الإلكتروني أو التواصل مع قاعات عرض وفنانين عالميين عبر الإيميلات، هذه الآلية التي أفتقدها السابقون من التشكيليين وأصبحت في متناول أيدي الشباب بما تشكله من أكاديميات مفتوحة لعرض التجارب، وإذا كنا نقف وندعم ونسعد ونشكر وزارة الثقافة والإعلام وعلى رأسها معالي الوزير الأديب الدكتور عبد العزيز خوجه وبما يحظى به الفن التشكيلي عامة في وكالة الشئون الثقافية من اهتمام بمتابعة وحرص من الدكتور عبد الله الجاسر فإننا حينما ننتظر الخطوة الثانية لإقامة معرض الشباب فإننا أيضاً نطمع في مرحلة تصنيف شامل للفنانين ليصبح لدينا منتخب في كل مرحلة يمثل المملكة في المحافل الدولية عوضاً عن ما يتم القيام به من مشاركات هزيلة لا تمثل حقيقة ما وصل إليه الفن التشكيلي السعودي، وليكن هناك منتخبات كما هي الرياضة للشباب وللأجيال المخضرمة ومن أصحاب التجارب من التشكيليين.
هوية معرض الشباب
يدفعنا الوقوف المؤطر بالإعجاب للجهات المعنية وللإبداعات الشبابية الرغبة في أن يكون لمعارض الشباب هويتها وأن تتاح الفرص لهم في طرح تجاربهم دون تقييد أو شروط فلدى الشباب من الطموح ومن القدرات ما يجعلهم قادرين على تجاوز التقليدية إلى الابتكار ومن البقاء في تقليد محيطهم إلى تجاوزه نحو تجارب العالم مع ما يؤمل فيهم ونجزم بوجوده وهو الحفاظ على القيم والتقاليد والذائقة العامة لمجتمعاتهم وهو ما يشاهد في أعمالهم التي لا تحتاج أن ترفق تلك الشروط لهم عند الإعلان عن معرضهم الذي أصبح موعداً للتنافس.
وقفة مع المعرض الأول
وإذا كنا قد سعدنا بالخطوة الأولى فإن لنا الحق وبما تحقق لها من نجاح وإقبال أن تكون الخطوة القادمة في المعرض الثاني التي حدد لها آخر هذا الشهر لاستلام المشاركات أكثر حماساً وإقبالاً نظراً لوجود أعداد كبيرة من جيل الشباب أصبح لهم حضور في الكثير من المناسبات التشكيلية.
لقد كان للمعرض الأول الذي افتتحه الأستاذ إبراهيم البليهي العام المنصرم بحضور وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية السابق الدكتور عبدالعزيز السبيل والذي اشتمل على 99 عملاً لفنانين تشكيليين شباب من الجنسين ردود فعل مشجعة من قبل المشاركين والمشاركات أثنوا فيها على وكالة الوزارة وشعروا بخصوصية المنافسة وتقارب الإبداعات، حيث اشترك بالمعرض خمسة وستون تشكيلياً بينهم سبع وثلاثون تشكيلية تنوعت في أعمالهم الخامات وسبل التعبير بين رسم وتصوير زيتي ونحت، شارك وفاز بجوائز المعرض نخبة شبابية على النحو التالي:
في المجموعة الأولى: إبراهيم موسى خبراني وخالد بن أحمد آل عريج. وفي المجموعة الثانية: محمد يوسف مظهر وهدى غرسان الشهري.
والمجموعة الثالثة: علي محمد الحسن وفهد عايض القثامي. والمجموعة الرابعة: أروى محمد المفدى وأمينة آل ناصر وبدرية سرور عبدالله وحنان سعود الهزاع وراشد محمد الشعشعي وريم إبراهيم العودان ومحمد عبدالعزيز بنتن ومحمد عيضة الثقفي وهند زيد الشبانات.
تمديد فترة استقبال الأعمال
ذكر للصفحة مدير قسم الفنون التشكيلية الدكتور صالح خطاب أن الوكالة لا زالت تستقبل الأعمال المشاركة لإقامة المعرض الثاني الذي خصص للشباب كما جاء في توجيه سعادة وكيل الشئون الثقافية المكلف د. عبد الله الجاسر أن المعرض مخصص للشباب تحت سن 35 سنة ويهدف إلى تشجيع الفنانات والفنانين الشباب لمزيد من الإبداع وفرصة متميزة لتقديم المواهب الفنية والتجارب الفنية التشكيلية الواعدة التي تبشر بالتألق في مسار الحركة التشكيلية من خلال إذكاء روح المنافسة بينهم وذلك بتخصيص جوائز مالية تقديرية للفائزين المشاركين من أصحاب الأعمال الواعدة في الرسم وفي مجال المجسمات ومنها النحت على الحجر بأنواعه وصب القوالب والخزف ونحت وتشكيل الخشب والحديد.