|
بيروت – منير الحافي
استحوذت مذكرات الجلب القضائية السورية على ردود فعل السياسيين اللبنانيين، خصوصاً من الجانب المعني فيها، أي قوى الرابع عشر من آذار، إلى حد وصفها بأنها «صفر» أي لا تعني شيئاً من الناحية القضائية.. وهذا الوصف، هو للنائب مروان حمادة، الذي طالته مذكرات التوقيف الغيابية السورية. مضيفاً أنه لا يريد «الدخول في أي سجال قد يعكر ما وصلنا إليه من صفو للعلاقات الرسمية بين لبنان وسوريا»، ونفى في مؤتمر صحافي عقده في مجلس النواب، ما ينشر حول سفره ومغادرة لبنان.. وقال إن «كل هذه الأخبار خاطئة».. معني آخر بالاستنابات السورية، هو مدير عام قوى الأمن اللواء أشرف ريفي، الذي قال من جهته» إن المذكرات التي أصدرها القضاء السوري لن ينفذها الإنتربول لأنها على خلفية سياسية وذكر ريفي بمذكرة التوقيف السورية التي صدرت سابقاً بحق رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط والتي رفضها الإنتربول لأنها سياسية الطابع.. وأكد اللواء ريفي أنه يعمل لمنع تنفيذ هذه الأوامر التي تخرق السيادة اللبنانية.. غير أن اللافت، كان تصريح السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، الذي قال إن المذكرات جانب قضائي صرف.. والأهم أن كلام علي جاء إثر لقائه النائب وليد جنبلاط في منزله في بيروت.. وأردف علي: «الأمر ليس مرتبطاً بالعلاقة الثنائية بين الرئيس سعد الحريري وسوريا.. أظن أن الرئيس الحريري يدرك ذلك، والعلاقة مستمرة وأيضاً الحوار مستمر.. وإن شاء الله يصل لبنان إلى تفاهم على القضايا الأساسية في ما بين الإخوة والقيادات في هذا البلد العزيز». من جهته، سُئل جنبلاط عن أن مذكرات التوقيف تشمل أحد الأعضاء في اللقاء الديموقراطي (مروان حمادة) فأجاب: «لا مشكلة، سبق وذكرنا، والرئيس الحريري ذكر وأكد، أنه لا بد من الخروج من قضية الشهود الزور.. أخيراً يتولى القضاء قضية الشهود الزور.. المذنب، فلينل قصاصه والبريء فليبرأ». وختم: «الأمر الذي حدث جيد جداً».. كما تخوف سياسيون من فريق رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري أو المتحالفين معه من انعكاسات سلبية لمذكرات التوقيف السورية في حق شخصيات لبنانية، على العلاقات بين البلدين.. فيما عكست الصحف الصادرة أمس الاثنين «صدمة» الأوساط السياسية إزاء التطور الأخير.. ورأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أبرز حلفاء الحريري، في تصريح إلى صحيفة»النهار» أن «التوقف عند الأسماء» التي شملتها مذكرات التوقيف يرسم «أمامنا صورة هجوم سوري صاعق على المؤسسات اللبنانية ومجموعة من الشخصيات».. وقال: «ليس هكذا يُكافأ رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس الحريري على كل الجهد الذي قاما به لإقامة علاقات سوية بين الدولتين اللبنانية والسورية»، في إشارة إلى تحسن العلاقات خلال السنة الأخيرة بين دمشق وبيروت.. وأبدى النائب عقاب صقر المنتمي إلى تكتل الحريري النيابي، في بيان أسفه «للخطوة المستغربة» من جانب السوريين.. وقال: «جاءت هذه الخطوة المؤسفة صادمة للعلاقات المؤسساتية والسياسية المتواصلة والمستمرة بين رئيس الحكومة سعد الحريري والقيادة السورية على طريق بناء الثقة الكاملة بين البلدين».. وأبرزت الصحف الصادرة الاثنين الخبر في عناونينها الرئيسة.. ووصفت صحيفة «البلد» الصادرة الاثنين الخطوة السورية بأنها «مذكرة جلب سورية لفريق رئيس الحكومة».. وقالت صحيفة «اللواء» المقربة من الحريري إن الخطوة «ألقت بظلها الثقيل على المناخ السياسي المضطرب أصلاً في البلاد ووضعت العلاقات اللبنانية السورية التي ما زالت طرية العود (..) أمام امتحان صعب.. وكتبت صحيفة «الأخبار» القريبة من سوريا أن دمشق «قطعت شك فريق الرئيس سعد الحريري بيقين مذكرات توقيف غيابية لم تستثن أحداً في قريطم (منزل الحريري) سوى آل الحريري أنفسهم».. وكان المدير العام السابق للأمن العام اللبناني جميل السيد أعلن مساء الأحد أن القضاء السوري أصدر «33 مذكرة توقيف غيابية» في حق لبنانيين وعرب وأجانب بينهم قضاة وضباط وسياسيون وإعلاميون كان ادعى عليهم لتورطهم في قضية «شهود الزور» في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.