اطلعت على الملحق الكبير الذي أصدرته صحيفة الجزيرة ليوم الخميس الموافق للرابع عشر من شهر شوال لعام 1431هـ وذلك بمناسبة اليوم الوطني لمملكتنا الغالية، وهذا غير مستغرب على صحيفتنا الغالية الجزيرة فقد أبحرت بقاربها مستذكرة إنجازات الوطن منذ بزوغ شمس التأسيس حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الزاهر.

إن ذكرى تأسيس هذا الكيان الكبير، سيبقى محفوراً في ذاكرة التاريخ وفي وجدان كل مواطن سعودي، ومنبعا للفخر والاعتزاز يستحق أن نقف له وقفة تأمل نستعيد فيها ذكرى توحيد المملكة العربية السعودية على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - الذي جمع شتات البلاد ووحد كيانها ورسخها تحت راية التوحيد ووضع القواعد المتينة لبنائها الشامخ، إننا في هذا اليوم المجيد يجدر بنا جميعا أن نُجسد حب الوطن قولاً وفعلاً فعز الوطن عزنا وأمنه أمننا ويجب أيضا أن نجعل من ترسيخ حب الوطن واقعاً، وذلك للحفاظ على هذه المكتسبات العظيمة، وقد طربنا كثيراً لقصيدة الشيخ الدكتور عائض القرني حينما تغنى للوطن في رائعة تطرب الأسماع، وتدغدغ المشاعر وقد اخترت منها:

أحبها حب أم غاب واحدها

لم تهن بالنوم من هم ومن حزن

أحبُها حُب أرض أجدبت طلبا

للغيث أو حُب طير تاق للسكن

هي التي قتل الأحرار تضحية

عينها بسيوف العشق والشجن

وهي التي فوق عرش المجد قد جلست

مصونة من يد الغدوان والمحن

صلى على شفتيها المجد وابتسمت

لها الليالي ومن حسن إلى حسن

تميس فوق النجوم الزهر مطرفها

من طلعة الفجر أو من مهجة الزمن

أمامها وقف التاريخ مفتخرا

في طيلة الدهر لم تسط ولم تهن

إلى قوله:

حبيبتي هل عرفتم من أساجلها

اطار تذكرُها نومي وأسهرني

عظيمة هي عند العاشقين فلا

تسأل: لماذا ولا من ذا ولا بمن

هي السعودية الغراء مقصدنا

يكفي إذا قلت فخراً إنها وطني

وفي الأخير : إن اليوم الوطني يأتي ليجسد علاقة المجتمع السعودي بعضه ببعض ليكون يداً واحدة في وجه كل من يريد المساس بالوطن وأمنه أو الاعتداء على أهله، وأن نقف صفاً واحداً لحمايته من كيد الكائدين والمعتدين على مكتسباته التي أورثناها إياها القائد المؤسس ورجاله وكذلك نرسخ الكثير من القيم والمبادئ في نفوس أبنائنا، ونستثمر المناسبات الوطنية لغرس السلوكيات الحميدة وتحصين عقول النشء من الأفكار المنحرفة والضالة وحفظ عقولهم وأبدانهم من شرور المخدرات، وألا يقتصر ذلك على يوم واحد، بل يكون الوطن في قلوبنا على مدار العام، ولنعلم ذلك في مدارسنا وبيوتنا وأن نعرف معنى الوطنية، ونساهم في رقي الوطن ورفعته أداء الله لوطننا العزة والأمن، وكل عام والوطن وقيادته بألف خير.

محمد بن عثمان الضويحي - الزلفي