برزت مؤخراً سوق قوية للأصوات العذبة في الساحة الشعبية استقطبت كماً كبيراً من المتابعين حتى من غير المتابعين الدقيقين للشعر، فقط، أعجبتهم تلك الأصوات تخرج من حناجر ذهبية لا تصاحبها موسيقى فدخلت كل قلب وولجت إلى كل بيت دون تعب.
المميز في الأمر أن الشعراء أصبحوا يذهبون لمن وهبهم الله تلك الحناجر ليلقوا أشعارهم في ألحان أصحاب الشيلات، إضافة إلى أن بعض الممدوحين أصبحوا يوعزون للبعض بترويج القصيدة عن طريق هذا الفن، وأضف أهل الابل وغيرهم فأصبح لهؤلاء مع أن بعضهم ليسوا بشعراء أبدا سوقاً ورزقاً كبيراً ودخلاً مهولاً - اللهم لاحسد-.
ولكن ما نلاحظه في بعض المنشدين أنهم أصبحوا قسمين:
الأول لا يلقي بالاً إلا لمعرفته بصاحب النص سواء مدفوعاً أو مجاملة، حتى ولو كان شعرا ركيكا.
القسم الآخر هم من يظنون أن أصواتهم جميلة وهي نشاز مركّب تماما، ومع ذلك تراهم يخرجون في بعض القنوات بنشازهم ونعتب بها على بعض القنوات.
الإنشاد فن كبير وعلم واسع نتمنى أن يأتي بالساحة الشعبية متخصصون في هذا الأمر، ونبدأ في فلترة النصوص قليلا؛ خصوصاً مع الرواج الخطير لها، ونبتعد ولو لبرهة عن شيلات الهياط.