هناك أعمال كثيرة عن منطقة الخليج صدرت في لغات مختلفة تقدم معلومات وثائقية يحتاج إليها كل باحث يكتب عن المنطقة، وبالتالي فإن ترجمة هذه الأعمال من الأساسيات التي يجب أن توجه إليها الجهود حتى يتمكن من لا يملك القدرة على القراءة بغير العربية الرجوع إليها واستخدامها، وغياب مثل هذه الأعمال عن الدراسات التي تكتب في العربية يعتبر نقصاً في أي دراسة مقدمة.
وقد بذلت في السنوات الأخيرة جهودا طيبة في مجال ترجمة مثل هذه الأعمال من أهمها كتاب (عرب الخليج في ضوء مصادر شركة الهند الرقية الهولندية 1602-1784م) تأليف ب.ج. سلوت B.J. Slot وترجمة عايدة خوري ومراجعة محمد مرسي عبدالله الذي نشره المجمع الثقافي في أبوظبي عام 1993م.
واحتوى الكتاب على عشرة فصول توضح الصراع على منطقة الخليج، ويستعرض الفصل الأول جعرافية الخليج التاريخية بساحليه الشمالي والجنوبي والخرائط والمعلومات الجغرافية وقبائل شبه الجزيرة، وهو مدخل مهم للكتاب، وتناول المؤلف في الفصل الثاني القوى السياسية والاقتصادية بين عامي 1600 و1784 فأشار إلى مملكة هرمز والنفوذ الفارسي والعثماني والبرتغالي ودور القبائل العربية في منطقة الخليج.
ويشير في الفصل الثالث إلى تدهور القوة البرتغالية في الخليج، وفي الرابع يتحدث عن سيطرة عرب عمان والهولنديين والإنكليز والصراعات بين تلك القوى في فترة الدراسة، كما يتحدث في الخامس عن التوسع العربي انطلاقا من توحيد عمان والصراع بين القوى الأجنبية ويورد ما أوردته البعثة الهولندية عن أحوال عمان في عام 1672م، والنزاع بين الفرس والقوى الأوروبية بعد عام 1680، ويستعرض في السادس الحرب بين فارس وعمان، ويتحدث في السابع عن دور الأفغان وقادة القبائل العربية في جنوب شرق فارس، ويخصص الثامن لحروب نادر شاه في عمان، وفي التاسع يسرد معلومات عن سيطرة العرب والتحالفات والحروب في جنوب الخليج وشماله، وينتهي في العاشر إلى استعراض تدهور القوة الأوربية في المنطقة.
وكما يشير المؤلف في المقدمة فإن الكتاب يعالج موضوعاً معقداً معتمداً فيه على الأرشيف الهولندي الذي يضم سجلات تتمثل في أوراق عمل وليست سجلات إدارية سياسية أو استعمارية.
إن الكتاب في مجمله من المصارد المليئة بالمعلومات التي يصعب الحصول عليها، وهو يلقي الضوء على قضايا كثيرة لم تعالج على هذا النحو الذي جاء فيه من قبل.