شيّعت البدائع أحد رجالاتها الأفاضل وهو الشيخ راشد بن محمد البركة - المدرس وخطيب الجمعة وأحد مؤسسي جمعية تحفيظ القرآن في البدائع وصاحب الجهود الدعوية والخيرية بقدر ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.. ولكن الشيء اللافت في هذا الرجل الفاضل -رحمه الله- أنه كان يتميز بخصلة حميدة يحبها الله ورسوله تلك الخصلة التي تسمو بالإنسان للإيمان الصحيح (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) وهي نفس الخصلة التي تميّز بها الصحابي الأنصاري (سعد بن مالك) رضي الله عنه والتي بشّره النبي عليه الصلاة والسلام بالجنة حين كررها ثلاثة أيام بقوله: (اما إنه سيطلع عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة) فجاء سعد بن مالك، ثم قال اليوم الثاني مثل ذلك، فدخل سعد، ثم قال اليوم الثالث مثل ذلك، فدخل سعد، مما جعل الصحابي عبدالله بن عمر يغبطه ويحاول معرفة طريقته في العبادة والصلاة والدعاء فبات عنده ثلاثة أيام يتابعه في كل ما يفعله من عبادة فلم يجد زيادة تُذكر عما يفعله. وحينها سأله ما الذي تفعله غير ما رأيت منك ليقول النبي عليه الصلاة والسلام انك من أهل الجنة؟ فقال (سعد بن مالك) لا شيء أبداً.. غير اني آخذ مضجعي، وليس في قلبي غم على أحدٍ من المسلمين. قال ابن عمر: هذه بلغت بها.
ومن يعرف الشيخ راشد البركة - رحمه الله - ويجالسه ويتعامل معه في أي أمر من أمور الدنيا يُحس أنه أمام شخصية طاهرة المظهر والمخبر ويلمس بوضوح التسامح اللا محدود لدى الرجل ونقاء القلب من أي ضغينة أو حقد على أي أحد. مما جعل الجميع في البدائع يغبطونه على هذه الخصلة كما غبط الصحابة - سعد بن مالك -.
صالح عبدالله العريني – البدائع