|
الجزيرة - مريم السلطان :
برعاية سمو مديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن الدكتورة الجوهرة بنت فهد آل سعود أقامت جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن فعاليات الاحتفال باليوم الوطني.
ثم ألقت سمو مديرة الجامعة كلمة بهذه المناسبة استعرضت فيها المسيرة التاريخية لمؤسسي هذا الوطن وما أنعم الله به عليهم من إنجازات أوصلت الوطن إلى مصاف التأثير المحلي والإقليمي والدولي.. ثم تناولت الكلمة الحديث عن إنجازات الحاضر المشرق للوطن، والذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمؤازرة من أخيه ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وأخيه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية.
وبعد هذا عرجت على ذكر ازدهار مسيرة التعليم على امتداد التاريخ السعودي ابتداء من عهد المؤسس الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه -، وانتهاء بعهد الملك عبد الله الذي يحفل عهده بالمشاريع الكبرى لرفع مستوى التعليم والتنمية.
ولم تنس سموها التأكيد على ما وصل إليه مستوى التعليم العالي للنساء في المملكة العربية السعودية، متمثلاً في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن وما تمثله من وجه مشرق للمرأة السعودية.
من جهتها ثمَّنت الدكتورة البندري اليوسف عميدة شؤون الطالبات هذا التفاعل الكبير وقالت: عندما نرى حجم التفاعل والمشاركة نشعر بالارتياح والاعتزاز، باعتبار أن الهدف من إقامة الفعاليات هو شحن الطالبات بجرعات من الولاء للوطن، لأن الولاء شيء لا يُشترى ولكن يُغرس عبر توعية الطالبات بمفهوم المواطنة، وتذكير الطالبة بما قدمه الوطن لها، وإتاحة الفرصة لتعبر عما تشعر به تجاه وطنها».
وبينت الدكتورة البندري بأنه «بدأ التجهيز للاحتفال من فترة طويلة، وقد حرصنا على أن تقوم الطالبات بالقيام بأكبر جزء من مسؤولية إعداد الحفل، وذلك عبر فكرة (الشراكة الطلابية) التي تتبناها عمادة شؤون الطالبات، وبموجبها تتشكَّل لجان تضطلع كل واحدة منها بمهام التنسيق لمناسبات من هذا النوع».
بعد ذلك ألقت الدكتورة سعاد أبو شال عضوة هيئة التدريس في كلية اللغة العربية قصيدة من نظمها بعنوان (صقر العروبة)، لاقت تفاعلاً كبيراً من الحاضرات.. وبعدها بدأت طالبات كلية الخدمة الاجتماعية في الإلقاء التفاعلي لأوبريت (دولة المجد)، وهي الفقرة التي تفاعلت معها الطالبات.
وتقول الطالبة أروى الزهراني إحدى مقدمات الأوبريت: «لم أحس باليوم الوطني مثلما أحسست الآن، وذلك بسبب وجودي في هذا المكان المفعم بالتفاعل».
والطالبة الهنوف القباع إحدى المقدمات تقول وبكل حماس: «إن الوطن شيء كبير، ولن يجد الوطن أوفى من أبنائه، كما لن يجد المواطن أوفى وأطهر من وطنه».. وأكملت زميلتها في التقديم الطالبة ابتسام اللحيدان: «وعذرا لك يا وطن، فنحن لن نستطيع أن نوفيك حقك».
وتداخلت الطالبة أميرة عبد الله العتيبي (من فريق الأوبريت) لتذكرنا بانفعال واضح الصدق ب «جهود ملوكنا السابقين الذين يجب أن يكون هذا اليوم مناسبة لندعو لهم بالرحمة والغفران وأن يسكنهم فسيح جناته وأن يديم حكم الملك عبدالله تاجاً على رؤوسنا»، أما الطالبة أشواق السلطان فقد قالت لنا:» نفدت كلماتي وليس لدي ما أقوله، والشعور أكبر من أن يوصف».
بعد ذلك ألقت الطالبة عالية فايح الشمري من كلية الخدمة الاجتماعية قصيدة متميزة ضمنتها اعتزازاً وفخراً بكل مناطق المملكة: «هي قصيدة كتبتها على امتداد سنة، حاولت من خلالها أن أوصل انتمائي إلى كافة أرجاء المملكة، نعم أنا شمالية، ولكنني أنتمي إلى كل شبر من أراضي الوطن، وهو ما حاولت أن أبرزه في القصيدة».
وتؤكد الدكتورة أمل الخشيل على أهمية إتاحة المساحة للطالبة لترجمة فرحتها باليوم الوطني: «فالطالبة تحتاج إلى الفرصة للتعبير السليم عن حبها لوطنها، وهو الأمر الذي رأيناه يظهر بشكل تلقائي وعفوي، لقد ارتدت الطالبات كثيراً من منسوبات الجامعة اللون الأخضر بدون تخطيط مسبق، كما لا أنسى أن تجهيزات الحفل من الأعلام والشعارات وعروض الباوربوينت كان تقدمة من الطالبات وجهداً منهم، وهذا شيء يثير الفخر بلا ريب».
وقد أكدت طالبات أوبريت دولة المجد على مفهوم المواطنة الصالحة، تقول الهنوف القباع: «أعتقد بلا شك أن التعبير السليم عن المواطنة لا يكون في نسج الكلمات وإلقائها وحسب، بل سيتمثل -بإذن الله- في أن أزيد سجل إنجازات وطني، وأن أضع خططي الحيوية بناء على ثقافته وخططه المستقبلية، فمجتمعنا الآن هو مجتمع معرفة، ونحن كطالبات ومواطنات سوف نسير باتجاه المعرفة».
أميرة عبد الله العتيبي تؤكد هذا المفهوم: «الاحتفال باليوم الوطني ليس مناسبة للاحتفال الزائف بلا معنى، فما لم ندفع مسيرة هذا الوطن ونكمل ما ابتدأه السابقون من ملوكنا فلن نكون مواطنين صالحين ولن نكون أوفياء لتاريخنا».
ريم عبد الله الشمري التي ألقت قصيدتها (غالي يابو متعب) شعرت بالفخر الشديد لأنها أتيحت لها الفرصة للتعبير عن مشاعرها الوطنية، وتؤكد: «أن الكلمات سوف تترجم يوماً ما إلى أفعال بإذن الله».
وفي نهاية الحفل تم تقديم فقرة أسئلة ثقافية تدور حول تاريخ المملكة، ولاقت هذه الفقرة تفاعلاً من الطالبات حيث كن يجبن بشكل جماعي على أسئلة دقيقة وعالية المستوى، وهذا التفاعل من الطالبات يؤكد الإحساس الغامر بالانتماء لهذا الوطن، والذي يرتكز على معرفة قوية وإيمان راسخ بالمفهوم السليم للمواطنة.
وقد ظهرت الاحتفالية خضراء بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حيث كان العلم السعودي يرفرف في أيدي الحاضرات من منسوبات الجامعة وطالباتها، وفي اللحظة التي بدأت فيها فقرات الاحتفال ظهر حجم الحماس والتفاعل من الحاضرات، والتنسيق والتواصل الفعَّال من منسقات الحفل ومعدّاته.
وبينت الدكتورة مها الخشيل وكيلة الأنشطة الطلابية بعمادة شؤون الطالبات وهي تعبر عن إعجابها الكبير بالحماس الذي أظهرته الطالبات عندما طلبت منهن المشاركة في إعداد الحفل: ابتدأنا في الإعداد للحفل منذ بداية الفصل الدراسي الثاني، وكان التفاعل كبيراً لدرجة أننا احترنا في انتقاء المشاركات.