رفع الدكتور عمار مغربي الأذان في واحدة من أكبر وأشهر الكنائس الغربية. أما كيف حصل ذلك، فيرويه لنا إيميلٌ يتضمن مقطعاً مصوراً لفرقة موسيقية مسيحية تدعو إلى السلام في الأرض. ولكي تكتمل صورة التعايش بين الأديان في برنامجها، فلقد وجهت دعوة للمهندس عمار، الذي يحضِّر الدكتوراه هناك، ليرفع الأذان قبل أن تبدأ مراسم الحفل.
يقول عمار، الذي قَبِلَ الدعوة وتوجّه للكنيسة بزيِّه العربي: «لقد رأيت منهم خشوعاً عجيباً، على الرغم من أن الآلات الموسيقية كانت في أيديهم، في انتظار انتهاء أذاني. وما إن انتهيت، حتى فوجئت بجموع غفيرة في الخارج، يحييونني ويخبرونني أن البعض لم يتمالك نفسه بكاءً وخشوعاً».
أنا هنا لن أستغرب وجود المعتدلين المسيحيين الذين يعتبرون الإسلام دين تسامح وعدل، ويفتحون له قلوبهم وعقولهم، وهؤلاء هم الذخيرة الحيَّة للحوار بين الأديان. الذي سأستغربه وسيستغربه الكثيرون، رفض البعض لفكرة ذلك الحوار، معتبرين إياه مخالفة شرعية لما جاء به الإسلام. ومثل هؤلاء الناس لا يعطون ولن يعطوا الصورة الحقيقية التي يسعى المسلمون الحقيقيون لفرضها عن الإسلام على أرض الواقع، بكل ما على تلك الأرض من أديان.
لنفترض أن الدكتور عمار كان من هذه النوعية، ورفض مبدأ أن يرفع الأذان في الكنيسة، ألن نخسر هذه الصورة الرائعة لصوت الحق وهو يُبكي الألوف داخل الكنيسة؟!