المتتبع لخارطة الفعاليات العلمية والثقافية التي تقام في المملكة على مدار العام يدرك مدى الاهتمام الذي توليه المملكة العربية السعودية لبناء التنمية الحضارية الشاملة من خلال فعاليات يرعاها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني في جميع المجالات.
هذا الاهتمام المنقطع النظير بتفعيل الحراك الثقافي والعلمي يأتي تتويجاً للصروح العلمية الشامخة التي تتوسع في البلاد يوماً بعد يوم والتي تمثل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ذروتها، لكن هذا الحراك الثقافي والعلمي الواسع يظل منقوصاً إذا لم تتفاعل معه المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني بالشكل الأمثل من خلال تفعيل الرؤى والأطروحات التي تُعد هذه الملتقيات والمنتديات منصة الانطلاق لها، والراصد الموضوعي اليوم لما يحدث في المملكة من حراك يدرك أن العجلة تسير بشكل متسارع وطبيعي، والدور الذي ينبغي العمل عليه اليوم هو الاستمرار في تفعيل هذا الحراك الكبير واستثماره وتطويره الخلاق بتوظيف الطاقات وتفعيلها للانضواء في برامج عمل واضحة ومحددة الأهداف، وخصوصاً في القضايا المصيرية التي تواجه المجتمع كالبطالة وتوسيع فرص عمل المرأة ومكافحة الإرهاب وتنويع مصادر الدخل القومي وغيرها من الملفات الهامة.
***