لم تهدأ موجات الاستنكار التي شنها الشارع الرياضي الموسع ووسائل الإعلام التونسية المختلفة لأعمال الشغب التي اقترفتها قلة من الجماهير الرياضية من أحباء الترجي الرياضي التونسي عقب المباراة التي جمعته بفريق الأهلي المصري باستاد القاهرة الأحد. وكانت المقابلة التي تندرج في إطار نصف نهائي ذهاب دوري أبطال إفريقيا قد انتهت لصالح المضيف بنتيجة هدفين مصريين مقابل هدف تونسي وحيد.
وبالرغم من الأجواء الرائعة التي سبقت موعد المباراة بأسبوع كامل سواء من ناحية جماهير الأهلي أو جماهير الترجي في القاهرة وفي تونس إلا أن عشرة أنفار من جُمْلة أكثر من ستة آلاف متفرج تونسي ممن تحولوا خصيصا لمصر لمساندة لاعبي الترجي، وهم في الحقيقة قلة قليلة جداً لا تمثل إلا نفسها، استكثروا على الفريقين الجو الأخوي الذي ميَّز المقابلة وما قبلها؛ فأتوا بتصرفات فردية استنكرتها الجامعة التونسية لكرة القدم والإدارة الفنية لفريق الترجي الرياضي التونسي.
وكان اتحاد كرة القدم قد شجب في بيان له ما أقدمت عليه «العناصر غير المسؤولة من أعمال شغب» مؤكداً أن هذه التصرفات لا يمكن أن تؤثر في العلاقات المتينة القائمة بين الشقيقتين تونس ومصر.
وحرص الترجي على تقديم اعتذاراته للأهلي، معتبراً أن أعمال الشغب المسجلة «أتتها عناصر ضالة لا تشرف ولا تمثل نادي الترجي العريق المتمسك دوماً بالقيم الرياضية السامية».
وكانت الصحف اليومية والأسبوعية التونسية قد صدرت صباح يومي الاثنين والثلاثاء مستنكرة في صفحاتها الأولى أعمال الشغب التي ألقت بظلالها على «لقاء الأشقاء»، محملة الأنفار القليلة الطائشة مسؤولية إفساد الأجواء وإلحاق الضرر باستاد القاهرة بتعمدها رمي الشماريخ والاعتداء على أعوان حفظ النظام. ودعت الصحف والتلفزيونات والإذاعات التونسية إلى محاسبة كل من ثبتت إدانته بما يتنافى ومبادئ الروح الرياضية.
ولم يتوان الشارع الرياضي التونسي عن نعت هؤلاء بالمفسدين لما تسببوا فيه من أضرار مادية ومعنوية للفريقين وللجماهير الرياضية في كل من تونس ومصر.