الشريط المصور الذي بثه تنظيم القاعدة في اليمن قبل أيام ، عن محاولاته الفاشلة لاغتيال الأمير محمد بن نايف، دليل واضح على أن واقع التنظيم لم يعد فاعلا كما كان؛ بسبب غياب الظروف الموضوعية الداخلية والخارجية ، التي أحاطت به منذ قيامه. بل أظهر الشريط مدى الضعف الذي يعاني منه، خاصة بعد الملاحقات الأمنية الكبيرة التي تعرض لها أنصاره ومؤيدوه.
يستطيع المراقب أن يربط بين التسجيل الذي بث أخيراً ، والذي تحدث عن تفاصيل تلك المحاولة الفاشلة، وبين الهجوم على السيارة التي أقلت دبلوماسيين بالقرب من السفارة البريطانية بقذيفة قبل أيام ؛ لتتأكد لديه حقيقة تدل على مدى الارتباك الذي يواجهه هذا التنظيم، من خلال إطلاق تهديدات عبثية. مع أن تلك التهديدات لا تلغي خطر تنظيم القاعدة القادم من اليمن. وإن سعى بعضهم إلى تضخيم قصة القاعدة في اليمن، وتصويره كأنه يعيش خالة من الانتعاش، عجلت في تنامي عملياته ونشاطاته وقدراته القتالية؛ من أجل إعادته إلى واجهة الأحداث، ودائرة الأضواء. وحتى يحاول إعادة بث الروح المعنوية في أعضائه، لاسيما بعد الخسائر الكبيرة التي مني بها في الأحداث الأخيرة.
من مفارقات الشريط للأسف ، وجود كثير من السعوديين ممن ينتمون إلى تنظيم القاعدة في اليمن، مما يدل على اختراقهم من قبل أجندة خارجية، كشفت عن وجود علاقة مع أجهزة استخبارات مشبوهة، بتشكيل وتوجيه تنظيم القاعدة في اليمن، في ظل واقع مضطرب تعيشه البلاد أصلاً. ولذا فإن قطع الطريق على تلك الأجندة الخارجية، مطلب مهم. لاسيما وأن تنظيم القاعدة أحد الصراعات التي يتعين على الحكومة اليمنية حلها، عبر إستراتيجية بعيدة المدى، تهدف إلى تحقيق استقرار الدولة، إضافة إلى ضرورة اجتثاث القاعدة من جذورها.
الحقيقة الواضحة، أن تنظيم القاعدة في اليمن استخدم أراضيها، لتكون قاعدة إقليمية في عملياته الجيدة ضد القوات الأمنية السعودية واليمنية. وهو بلا شك يعيش وضعاً أمنياً وسياسياً ومادياً صعباً؛ مما يستدعي تظافر الجهود على أكثر من مستوى، وفي أكثر من اتجاه، ضد نمو التنظيم، والوقوف في تنميته، واختراق أيديولوجيته وبنيته التنظيمية.