الكتاب مؤلفه: هو معالي الأستاذ عبدالرحمن بن محمد السدحان.
ويقع عدد ورقه في 332.
حجمه: متوسط.
نوع ورقه: أصفر فاخر يساعد على التبصر والتأمل فيه من غير ملل وبسرعة أكثر، ومتعة أجمل.
ترددت بداية في التعليق على حيثيات المطبوع لعلل ومبررات منها:
1- أن الملحوظات التي سأوردها هي (الفرع وليست الأصل) وأرمي بذلك أن الكاتب قد أبدع وتفنن في تنوع المقالات فلم يدع شاردة وواردة تهم المجتمع إلا وكان لها أوفر الحظ والنصيب من جملة ما خطت أنامله.
وكما قال الشاعر:
إذا كان فعله الذي ساء واحداً
فأفعاله اللاتي سررن ألوف
2- المبرر الثاني في كثرة التردد الذي طرأ لي، هو ما يحظى به الكاتب من سمعة طيبة وإبداع فني رائع، قلّ واهبوه في هذا العصر الذي (اختلط فيه الغث بالسمين) من حيث جمال العبارة التي يلتقطها للتعبير عن آرائه، وأفكاره، ورؤاه، ومن ناحية أخرى الكم الهائل من المقترحات، والأمثلة، التي يذيلها في نهاية كل مقال يكتبه إلا ما ندر وقل، التي تعد حقيقة دلالة بارزة على عمق الفكر، وضخامة التصور في قراءة الواقع، واستيعاب مؤثراته في الأطروحات.
3- المبرر الأهم حتى لا يظن (وأنا بريء من ذلك علناً وسراً) بكاتب هذه الأسطر ريبة من جهة المؤلف المسؤول الكبير بموقعه ومكانته، كيف والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقفن مواقف التهم».
4- المبرر الأخير واللامع الذي كاد أن يثني عزيمتي وهمتي تذكر همسات الشافعي رحمه الله تعالى منبهاً ومحذراً من النصح على الملأ بأبياته العذبة:
تعمدني بنصحك على انفراد
وجنبني النصيحة في جماعة
فإن النصح بين الناس نوعاً
من التوبيخ لا أرضى استماعه
فإن خالفتني وعصيت أمري
فلا تجزع إذا لم تلق طاعة
هذه مجمل الأعذار والمبررات التي كادت أن تثني من عزمي، وتثبط إرادتي ولكن شاءت مشيئة القوي، أن أتغلب عليها بتذكر خصال الخير، والمكانة الرفيعة التي يتصف بها المؤلف المبدع بأسلوبه وصدقه في وطنيته، من حيث تفاعله مع قضايا مجتمعه مناطق ومدن وقرى، واعتقادي أنه ليس ممن يترفع عن قبول النقد الصادق، والتنبيه اللطيف الذي يؤدي لتحسين مستوى الإبداع ويرفع سقف الجمال.
كان ما بدأت به هو عبارة عن توطئة لما سأتكلم عنه، وهو ما احتوى عليه الكتاب من مقالات وأطروحات ممتلئة بأفكار وحلول ومعالجات، سأختار بعضاً منها، وسأختم في نهاية مقالي وتعليقي ما أقترح به على الكاتب النظر فيه حتى يعود الكتاب بالنفع والفائدة المرجوة المتأملة من جمع ولم شتات الكتاب، الذي أتمنى أن يطالعه كل مهتم بالشأن العام، وأخص بذلك أصحاب الولايات الكبار ومن دونهم، وكل من هو حريص على قراءة ما يحوم ويدور حول مجتمعه سياسة، واقتصاد، وإدارة، وتربية، وتعليم.
بعض الموضوعات المحتوية على دفتي الكتاب:
1- محاكمة هادئة.. لجيل النفط.
2- الولاء للوطن: درب ذو اتجاهين.
3- وللمواطن دور في مكافحة الأورام الخبيثة في الإدارة.
4- الفساد الإداري.. الداء والدواء.
5- العمالة الوافدة.. وجهان لعملة واحدة.
6- خريج الثانوية العامة.. إلى أين؟
7- حقوق الوظيفة.. وعقوق الواجب.
8- ماذا نريد من التربويين؟
9- ليس بالمضادات الوعظية فقط تعالج دودة الرشوة.
وهي مجملة تكون في 40 مقالاً متنوعاً.
مقتطفات من الكتاب:
فقد جاء في الكتاب في الصفحة 329 تحت عنوان: (حول قضية السعودة) الحلول والرؤى التالية:
أ- مطلوب اليوم وليس غداً، وضع إستراتيجية وطنية لسعودة الوظائف في القطاع الأهلي، تقوم على قاعدة معلوماتية دقيقة، ويتوفر لها وضوح الرؤية، وطموح الغاية.. إلخ.
ب- مطلوب الآن، وليس غداً، تقويم ما هو قائم الآن، وسن ما يجب سنه، من قواعد نظامية تقنن العلاقة الثنائية بين طالب العمل وصاحبه.. إلخ.
وفي الصحفة رقم 142 تحت عنوان: (هل يمكن وضع حد لحرب الشوارع المرورية في بلادنا؟) بعد إسهاب مركز، مملوء بالحذر في الوصايا التي وجهها (لسائق المركبة) قال في نهاية وصاياه: (افترض غالباً أنك العاقل وحدك، واتخذ على ضوء ذلك حذرك ممن سواك في الطريق، فتسلم وتجنب الآخرين الأذى)..
وهناك أكثر لمن قرأه باحثاً لدواء، وكان يعاني من داء فيما سبق وأكاد أزعم يقينا أن في محتوى هذه الرؤى ما يشفي الغليل ويداوي الجروح لجملة من المشكلات والتعقيدات التي يعاني منها مجتمعنا في (الإدارة والتنمية بشكل عام) إذا أخلصت النية، وصدق العزم في تجاوزها والسبب مقنع وواضح (لصدورها من رجل قريب من بيئة المؤثرات والتأثير، وما يحمله من مؤهل عالي، وخبرة سبرتها السنون تعلماً وممارسة).
عبدالحميد جابر الحمادي