بين يدي كتاب خفيف لطيف عنوانه (اسمي تشارلز ساتشي وأنا مدمن فن) (MY NAME IS CHARLES SAATCHI AND I AM AN ARTOHOLIC)!، وساتشي أو بالعربي «ساعاتشي»، وهو لفظ كلمة «ساعاتي» باللهجة العراقية، هي عائلة عراقية يهودية ينتمي إليها تشالرز الذي هاجر صغيراً إلى بريطانيا، وعمل في البداية في مجال الإعلان مع أخيه، ثم انتقل إلى مجال آخر؛ ليصبح من خلاله أحد أشهر جامعي الأعمال الفنية، ليس في بريطانيا فحسب، وإنما في العالم أجمع، إلى درجة قيل فيها إن ارتفاع أو هبوط سعر أي عمل فني يعتمد على رأي ساتشي!
وكنت قد قرأت في أحد المواقع إعلانه في شهر يوليو من هذا العام بالتبرع بقاعته الشهيرة في لندن إلى (بريطانيا) أو الشعب البريطاني! لتصبح متحفاً مجانياً تحت اسم MOCA أي متحف الفن المعاصر، وربما أراد به تخليد اسمه من خلال عمل ثقافي نبيل مثل ما عمل جيمس سميثسون (James Smithson) في تبرعه بأمواله من أجل نشر العلم للبشرية من خلال مجموعة سمثسونيان (Smithsonian)، والتي تضم 19 متحفاً و9 مراكز بحثية وحديقة للحيوانات ومعظمها يقع في قلب العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي (وخلفها قصة أيضاً تستحق البحث عنها لقراءتها).
أما كتاب ساتشي فهو عبارة عن إجابات لمجموعة من الأسئلة طرحت عليه في أوقات ومناسبات مختلفة من قبل إعلاميين، ضمها في كتاب كبديل لاعتذاره المتواصل عن اللقاءات الصحفية أو التلفزيونية، ومن النقاط التي شدتني فيه وأحببت نقلها للقراء ما يلي:
في رده حول طلب النصيحة لمَن لا يملك خلفية كافية عن الفن المعاصر ولديه فقط 1000 جنيه يرغب في استثمارها في هذا المجال؛ عليه أن يختار قطعة تعجبه فحسب يعتقد أن رؤيتها معلقة على الحائط تكافئ ما دفعه في المقابل؛ لأن التنبؤ في هذا المجال صعب جداً لمَن لا يملك خبرة كافية، ويعتمد غالباً على الحظ!، كما أن عليه التأني في البحث؛ لأن جزءاً كبيراً من المتعة الفنية في عملية البحث ذاتها.كما يؤمن بوجود نماذج عديدة تتباين فيها القيمة المادية مع تشابه الأعمال؛ فبينما قد لا تزيد أسعار أعمال فنان من ستينيات القرن الماضي على 500 جنيه، أعمال فنان آخر من التسعينيات قد تصل إلى نحو 500 ألف جنيه، والإشكالية تكمن في أن الثاني قد اقتبس (بوعي أو لا وعي) من الأول!، وهنا يرى أن هناك عوامل أخرى، وهي بالطبع تجارية بحتة، تعتمد على التسويق الجيد للفنان، بدايةً من اختياره للموقع والجهة أو الشخص المسوق لأعماله أي ال(Dealer)، ثم يضيف: الموهبة وحدها لا تكفي للنجاح!.
وللحديث بقية الأسبوع القادم.