صدر حديثاً عن مكتبة الرشد كتابان للكاتب خالد بن حمد الخريف الأول بعنوان: (الغلو في الدين وأثره في الأمة)، والثاني بعنوان: (النُّشرة - ومسألة حل السحر بسحر مثله)، وقدم لهما معالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
وتناول المؤلف في الكتاب الأول الغلو في الدين ووصفه بأنه آفة عظيمة ومزلة كبيرة يقع فيها بعض الناس من غير أن يشعروا، وربما كان ضرر الغلو الزيادة في الدين على صاحبه أشد من النقص والتقصير، مبيناً أن الله تعالى حذرنا عن الغلو في الدين في كتابه الكريم، على لسان رسوله الأمين عليه السلام.
وحذر المؤلف من المجاوزين الحد والغالين في القول والفعل، لأن الغلو جرء من الأخطاء العظيمة والمصائب الجسيمة من تشويه لصورة الإسلام وتنفير الناس عنه، مبيناً أن هناك خلطاً عجيباً بين التمسك بتعاليم الدين الحنيف و التزامه وبين دعوى الغلو والتطرف وما يشاهد من كثير من الشباب من الغلو في تكفير المسلمين بغير حجة ولا برهان، بل بسبب فساد في عقولهم وأفهامهم، وكذا تكفير الحكومات، وما لهذا من الخطر العظيم على الأمة الإسلامية.
وجاء الكتاب الذي بلغ عدد صفحاته (98) صفحة من الحجم المتوسط أن المؤلف اختصر الكتاب في أربعة فصول هي: الفصل الأول يتكون من مبحثين، المبحث الأول: (حد الغلو وحقيقته والفرق بين الالتزام بالنصوص والغلو)، والمبحث الثاني أنواع الغلو في الدين، وفي الفصل الثاني فيه ثلاثة مباحث هي: الأول (أسباب الغلو في الدين) والثاني (تاريخ نشأته)، والثالث (النصوص الواردة في التحذير منه)، أما في الفصل الثالث فيتكون من مبحثين الأول (الغلو في الولاء والبراء) والثاني (الغلو في التكفير)، وفي الفصل الرابع مبحثان، الأول (ذكر وسطية أهل السنة والجماعة) والثاني (علاج الغلو في الدين).
أما في الكتاب الثاني الذي جاء في (64) صفحة من الحجم الصغير، فقد عرف المؤلف (النُّشرة) بأنها رقية يعالج فيها المجنون والمريض ومن كان يظن أنه به مسّ من الجن، مبيناً أن النُّشرة نوعان : النُّشرة المباحة وهي التي تكون بالرقية الشرعية، والتعوذات والدعوات والأدوية المباحة، فهذه جائزة بل مستحبة لعموم الأدلة الدالة على مشروعية التداوي والرقية.. والنوع الثاني للنشرة هو النشرة المحرمة وهي التي تكون بالسحرة وهي ما يسمى ب (فك السحر بسحر مثله).
كما عرَّف المؤلف السحر وأنواعه فقال: إن السحر لغة هي عبارة عن ما خفي ولطف سبباً، فمنه سمي السحر سحراً لأنه يقع خفياً آخر الليل، أما السحر شرعاً فهو عزائم ورقي بين المرء وزوجه، متطرقاً إلى كيفية علاج السحر فإنه عن طريق الرقية الشرعية بالكتاب والسنة النبوية والدعوات الطيبة، مشيراً إلى أن من العلاج أيضاً إتلاف الشيء الذي يظن أنه عُمل فيه السحر من صوف أو خيوط معقدة أو غير ذلك مما يظن أنه سبب السحر مع العناية من المسحور بالتعوذات الشرعية.
وأكد المؤلف أن حل السحر بسحر مثله لا يجوز، وقد قابله صفوة علماء السلف والخلف بالإنكار بناء على الدليل.