كان هناك فريقان: فريق المتطوّرين وفريق المتخلّفين، وقد أراد كلا الفريقين خوض سباق على متن القوارب فتمرّن الجميع وقاموا بكل الاستعدادات، وعندما حان موعد السباق، بذل كل فريق جهده، واستطاع فريق المتطورين تحقيق الفوز بفارق كيلو متر واحد. حينها انزعج فريق المتخلّفين وقرروا أن يلتحقوا بالسباق في السنة القادمة لذا بدؤوا على الفور بجلب فريق من المختصين لدراسة أسباب الهزيمة وتحليلها ليجدوا حلولاًَ تمكنهم من الفوز في السباق القادم.
وبعد كثير من الدراسات والأبحاث، وجدوا أنّ فريق المتطوّرين لديهم سبعة مجدفين وقائد واحد بينما فريق المتخلّفين كان لديهم سبعة قائدين ومجدف واحد! وبعد نقاش طويل بين أعضاء إدارة الفريق، قرروا أخيراً الاستعانة بشركة استشارية لإعادة هيكلة الفريق. وبعد عدة شهور من الدراسة والتحليل خرج الاستشاريون بهذا الاستنتاج: إنّ السبب الذي أدى إلى هزيمة الفريق هو وجود عدد كبير من القادة لذا يجب تغيير هيكلة الفريق ليكون هناك أربعة قادة فقط! يرأسهم مدير واحد يتسلّم بدوره استراتيجيات السباق من المدير العام، وبالتأكيد سيكون هناك مجدف واحد. وقرروا كذلك أن تقوم الإدارة بتحفيز المجدف وتشجيعه.
وفي السنة التالية فاز فريق المتطوّرين كذلك بفارق 3 كيلو مترات! وعلى الفور قام فريق المتخلّفين بفصل المجدف على أدائه الضعيف، بينما كافأت الإدارة نفسها على تشجيعها القوي والملحوظ أثناء السباق. وقامت الشركة الاستشارية بدورها بإجراء دراسة أثبتت أنّ الاستراتيجيات التي وضعت كانت ممتازة، وأن التشجيع من الإدارة كان أيضاً رائعاً، ولكن الأداة التي تم استخدامها كانت سبب الخسارة، وعلى الفور قرر فريق المتخلّفين تصميم قارب جديد لسباق السنة القادمة!
«حينما يُعمل على تطييب النفوس في العمل الجماعي ويغيب مفهوم القيادة.. تفقد الإنجازات وتتضاءل الخيارات الصائبة».