الحريق - رشيد الغريب

شهد قصر الوسيطاء بمحافظة الحريق تدفق عدد من المشايخ والوجهاء وشيوخ القبائل من محافظة الحريق ونعام والمفيجر وحوطة بني تميم والأفلاج ووادي الدواسر والخرج ومن جميع متاطق المملكة الذبن سعوا في احتواء ونزع فتيل الخلاف الذي حدث بين شباب من محافظة الحريق وآخرين من خارج المحافظة الشكرة من الدواسر الذين حصل بينهم تراشق بالنيران حيث اصيب اثنان من شباب الحريق واحترقت سيارتهم من نوع جيب لاندكروز في شعيب حنيظلة بمحافظة الحريق، وتم ايقافهم من قبل السلطات الامنية من وقوع تلك الحادثة التي لها مايقارب الستة اشهر للتحقيق معهم والدوافع التي دفعتهم لمثل هذا العمل المشين، وجاءت عدة محاولات فردية من وجهاء ومشايخ للصلح ولم توفق حتى كثفت هذه المساعي من الوسطاء والوجهاء والمشايخ وطلاب العلم ومشايخ القبائل حتى آتت أكلها في سرعة إنهاء الخلاف وتقريب وجهات النظر بين اسرتي قبيلتي الشابين المصابين والاسر الاخرى وتوصل شيوخ القبائل والوجهاء والوسطاء الذين اجتمعوا في استراحة الوسيطى للاحتفالات بمحافظة الحريق ظهر امس الخميس الموافق 28-10-1431 هـ إلى اتفاق والتوقيع على صلح بين جميع الأطراف وسط أجواء أخوية وودية سادت أجواء الاجتماع . ثم هلل الجميع وكبر وحمدوا الله على هذه النعمة نعمة الأخوة والمحبة.

من جهة اخرى شهد قصر الوسيطاء حضور عدد كبير من عدة مناطق وبتواجد أمني مكثف بقيادة رئيس مركز شرطة محافظة الحريق المقدم اورنس بن فيصل العتيبي وعدد من الافراد والذي عمل برنامجا منظما لهذا الاجتماع حيث رحب اهالي محافظة الحريق بضيوفهم الكرام.

وقد أعربت قبيلة الشكرة الدواسر عن أسفهم مما حصل من أبنائهم، وهذه نزغة شيطان بين شباب كانوا ومازالو إخوة مؤكدين على العلاقة القوية والجيرة التي تربطهم بأهالي محافظة الحريق ثم تم قراءة بعض من آيات الذكر الحكيم وبعدها تم إلقاء بعض الكلمات الوعظية من بعض المشايخ وطلبة العلم التي تحث على الصلح والعفو ونبذ التعصب والإصلاح بين المتخاصمين مذكرين بما تنعم به المملكة من أمن وأمان، بفضل الله أولا ثم بفضل تطبيق ولاة الأمر للشريعة الإسلامية، كما تم تقديم الشكر لوجهاء الخير الذين قدموا لطلب العفو والصفح» سائلا الله أن يجعل ثواب العفو في ميزان حسناتهم....

نسأل الله أن يديم الصلح والإخوة والمحبة بين الجميع، وبمناسبة هذا الخبر فيسعدنا ان نقدم بعض النصائح المختارة في باب الصلح، وعسى الله أن ينفع بها:

ولقد شرع الإسلام، الصلح وحثَّ عليه مادام لا يحل حرامًا، ولا يحرم حلالا، لأنه يقضي علي المنازعات التي من شأنها أن تشيع الحقد والكراهية في قلوب الناس. وذلك أنها قد تؤدي إلي عواقب غير محمودة، والمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه ؛ كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة؛ فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما؛ ستره الله يوم القيامة (السلسة الصحيحة للألباني رحمه الله تعالى). وبعد فنعم أحبابي ما أجمل أن يسعى المؤمن أن يكون بريد خيرا للإصلاح بين الإخوة كيف لا وقد قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ). (الحجرات:10)

ومثل المؤمنين فى توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى «

كيف لا وإنّ الشيطان همّه الأكبر بعد الكفر بالله تعالى أن يفرّق بين المؤمنين، أليس حبيبنا صلّى الله عليه وسلّم قال:إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم (السلسة الصحيحة للألباني رحمه الله تعالى).