العرب أمة لا تقرأ... سوط ظل مثقفو مشاريع النهضة يجلدون به ظهور المجتمعات العربيه حتى بات من ثوابت العرب ومسلّماتهم، في حين أن بعض تلك الأطروحات كان يحمل في طياته تعالياً على المجتمعات وتجاهلاً لمكامن الخلل والزلل وانسحاباً ضمنياً من تحمُّل تبعات المسؤولية التاريخية.
جلْد الذات وتحميل المجتمعات مسؤولية الفشل.. انسحاب من مواجهة اللحظة التاريخية للمراجعة... ثمة من يريد إحباط الإنسان العربي وتقطيع أوصاله مع بلاده وحكوماته ومجموعه الإنساني ليجعله متكئاً على مستقبل الفرصة والمعجزة وخوارق القدر.. اليوم والكثير من الدول العربية تراجع علاقة مشاريع التنمية فيها بالإنسان ثمة فرصة تاريخية للمثقفين الملتزمين بمشاريع التطوير ونهضة الإنسان دون ثوريات مثالية مفتعلة.. أو عنتريات تفتت وحدة الطمانينة والسلم الأهلي.
مشاريع التنمية الناجحة في العالم لا تكاد تخلو سياقاتها من دور مؤثر لحركة الثقافة والفكر.. لكن الفكر المتشبع بفهم الواقع وتحدياته وحده القادر على التفاعل والبناء للاضطلاع بدور إيجابي وبنَّاء لكي لا يكون أداة عثرة وتعطيل!
***