كتب - زبن بن عمير
مدخل للأمير الشاعر محمد السديري من قصيدته ملحمة عكاظ:
من فيافي نجد جيت أرض الحجاز
من ديارٍ نبتها زين النبات
عانين من نجد ميدان المهار
غابت أليوث الحروب الكاسرات
الأمير الراحل فيصل بن فهد صاحب الفكر المتقد والرؤية القوية قبل عشرات السنين كانت له فكرة قوية صاخبة هي فكرة سوق عكاظ حلم بها وأصر عليها ونفذ جميع خطواتها وبقي الحفل الافتتاحي فكان رحمه الله ناقدا للشعر ومتابعا له وأديبا وخطيبا بليغا فأسر للأمير الراحل أيضا محمد السديري رحمهما بصفته الأقدر والأجدر والأشعر ولايزال أن يكتب ملحمة شعرية عن سوق عكاظ فرحب أبو زيد لأنه ليس شاعرا شعبيا صرفا بل أديبا وشاعرا وقاصا فهو يعرف مكانة سوق عكاظ أدبا وعكف بقوة لينهي أجمل معلقات الشعر الشعبي حبكا وسبكا وفكرا ورسالة حملت أكثر من 190 بيتا قرأها الامير فيصل فأعجب بها وراهن عليها واعتمدها ولكن سوق عكاظ لم يتم خروجه عندها أخرج السديري المعلقة لتبقى للدهر لوحة خالدة شعبية تعكس رقي الشعر الشعبي عموما وتؤكد انفراد أبي زيد بالشاعرية.
وبعد أن عشنا معا فرحة هذا الملتقى الثقافي الكبير برعاية ودعم الأمير خالد الفيصل الأديب الجليل والشاعر الملهم لم نرَ للشعر الشعبي حضورا إطلاقا وكأنه فكر لايلتقي مع سوق عكاظ إطلاقا مع العلم بأن هذا السوق كان قبل ذلك محلا لحل النزاعات ونزع الفتن بين القبائل والشعر والأدب والآن أبناء القبائل يكتبون الشعر الشعبي فأين هم من السوق؟ وأين عكاظ منهم!!
كتب السديري ملحمته العكاظية خالدة أبية:
ياعكاظ العرب ميدان الأدب
يامزار أهل المهار الصافنات
يامزار أهل الرجولة والحسب
ياعرين الليوث الضاريات
يامواطن نخبة المجد الرفيع
يامقر أهل البنود الخافيات
يامنابر مصدر الشعر البديع
مفردات الشعر منهم خالدات
يامناخ الهجن عجلات الفديد
يامداجٍ للمهار المرهمات
نعم كان يخاطب عكاظا بمعرفة وبود وبقصيدة لو عرضت للتشريح النقدي لتعب النقاد إطراء لها فهي بحق معلقة شعرية شعبية خالدة لاتفنى ولكن ننتظر وفاء الأوفياء وننتظر تميزا لسوق عكاظ ملتقى الأدب كله وننتظر تواجدا للشعراء الشعبيين وتكريما للرموز الموجودين وقبلهم الراحلين.
أتجلد كل ما غنا الحمام
وأتذكر للأمور الفايتات
أتذكر كل شيء قد مضى
وأتوجد والتوجد به شمات
وأزعج الآهات من فرط الأسى
ساهرٍ يوم الزواهر ساريات
جميع الأبيات هي من أشعار الأمير محمد السديري في ملحمة عكاظ.