المدير التنفيذي لشركة rail one B-15 المشغلة لمصنع إنتاج عوارض سكك الحديد بالمملكة لصالح الشركة المنفذة لمشروع قطار الشمال - الجنوب السيد Alexander lieber اكتشف صفات إيجابية عدة في الموظفين والعمال الذين التحقوا بالشركة من الشباب السعوديين الذين استقطبهم مسؤول الموارد البشرية في الشركة الشاب السعودي محمد جار الله السرور، بالتعاون مع صندوق الموارد البشرية؛ ما دفع المدير التنفيذي للشركة إلى تشجيع استقطاب المزيد منهم، وتقليص عدد العمالة الصينية بناءً على مبررات موضوعية عدة من وجهة نظره، منها: التعاون الذي يبديه العمال السعوديون، وسرعة استيعابهم للتعليمات، وإمكانية التحدث باللغة الإنجليزية، ومجموعة عوامل أخرى تفوق فيها السعوديون على الصينيين. والقناعة نفسها توافرت لدى خلفه في إدارة الشركة السيد Klaus.
الشباب السعوديون الذين تم توظيفهم بالشركة يمارسون أعمالاً مهنية في الميدان، وتعتمد عليهم الشركة في تركيب أجزاء سكة الحديد، وفي المصنع الخاص بالشركة، والأعمال المهنية المساندة، أي لا يمارسون أعمالاً إدارية وفق ظروف عمل مرفهة كما هو الاعتقاد السائد لدى البعض عن الوظائف التي يفضلها السعوديون.
وكان نظام العمل في الشركة المحفز الرئيس لانخراط وجذب تلك الكوادر الواعدة؛ فالشركة لا تتهاون في إضاعة الوقت أو التأخير أو الغياب دون عذر مشروع، وهي تقدم الحوافز المالية المشجعة كدخل إضافي للراتب الشهري لمن يزيد في حصة عمله الإنتاجية؛ ما خلق نوعًا من المنافسة بين العاملين في الشركة، وساهم في إقبال المزيد من العمالة عليها حتى أصبحت في وضع لا تحتاج معه إلى استقدام عمالة من الخارج، بل عمدت إلى إحلال من انتهت عقودهم بعمالة سعودية.
إن نجاح الشركة في الاعتماد على العمالة المحلية، وهي التي تستطيع استقدام من تريد من الخارج، خير برهان على دحض حجج المستفيدين من الاستقدام لتحقيق مصالح شخصية، أو تفضيل العمالة الأجنبية لأجورها المنخفضة، بحجة عدم قدرة العمالة المحلية على المنافسة؛ فالعكس هو الصحيح، العمالة المحلية لا ينقصها سوى الحماية القانونية والحوافز المادية وظروف العمل المناسبة؛ ولذلك هم يحتشدون في الطوابير بحثاً عن الوظائف العسكرية ذات المهام الصارمة والشاقة بسبب المزايا المادية مقارنة بغيرها من الأعمال في القطاع الخاص.
ولو طبقت شركاتنا الوطنية المعايير نفسها في الإدارة والحوافز، وركزت على كيفية الاستفادة من السوق المحلية للعمالة وتنميتها بدلاً من التركيز على الاستقدام، لاستطاعت خلق قوة عمل محلية منافسة، وساهمت في القضاء على البطالة بين الشباب الباحثين عن العمل.