بعض الناس تفنى أعمارهم وتبقى أعمالهم.. ترحل أجسادهم وتظلُّ آثارهم مثل النقوش الجميلة في هذه الحياة!!
إنهم يغادرون أماكنهم في الدنيا وتظلُّ مكانتهم باقية بالدعاء والوفاء.
أكتب هذه السطور، وقد حدّثني صديق عزيز زار قبل أيام أحد آثار الأمير الراحل الإنسان فيصل بن فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله رحمة واسعة -، ذلك الذي لا زال ذكره باقياً وذكراه عاطرة بإنسانيته ومروءته ومنجزاته وبخاصة لدى الكثير من الأوفياء، وإنْ كان هناك قلّة آخرون عرفوه لكن نسوه، فهذا خلل في شيمهم.
لقد قال لي الصديق: زرت مستشفى الأمير فيصل بن فهد للطب الرياضي.. هذا الصرح الذي كان الأمير الراحل خلفه حتى أضحى كياناً طبياً يخدم الرياضيين وعدداً كبيراً من أبناء الوطن في تخصُّص مهم وهو (العظام).
أذكر أنني زرت هذا المستشفى الذي زاد من محبّتي له أنه سُمِّي باسم من أنشأه فاقترن اسمه باسم (فيصل بن فهد).
لقد وجدت هذا المستشفى - على صغره - يتوافر فيه قدر كبير من التنظيم والأجهزة والكفاءات الطبية والتمريضية، وقد عرفت فيه اخوة يعملون ويبذلون من أجل أن يقدّم المستشفى خدماته العلاجية والإنسانية، في مقدّمتهم المشرف على المستشفى د. رشيد التونسي والأستاذ الفاضل نائب المشرف عبدالله السعد، وعرفت بعض أطبائه السعوديين المتميّزين مثل الدكتور الخلوق ماجد السليمان وغيره، ولعلّ استمرار نجاح هذا المستشفى وأداء رسالته الطبية بتوفيق الله، جاء من حرص واهتمام سمو الأمير العزيز سلطان بن فهد بن عبدالعزيز وسمو نائبه الأمير نواف ابن الراحل فيصل بن فهد.
وبعد:
إنّ بلادنا بحاجة إلى مستشفيات متخصّصة مثل مستشفيات العظام، نظراً لكثرة الإصابات والحوادث، ونتطلّع أن يتم زيادة مباني هذا المستشفى وزيادة إمكانياته وكوادره، ليكون مستشفى مرجعياً في واحد من أهم التخصصات الطبية.
رحم الله الراحل فيصل بن فهد جزاء ما أسهم فيما قدّمه لوطنه في عمله الرسمي مثل هذا الصّرح الطبي، أو من خلال شهامته في مساعدته للمحتاجين.
كتب الله الصحة للجميع.
- عضو مجلس الشورى