تابعت في «الجزيرة» ما نشر عن مهرجان التمور في منطقة القصيم وحجم الاستثمارات الكبيرة في مبيعاتها التي تجاوزت المليارات وقدوم المئات من أبناء الخليج الذين أتوا لشراء كميات كبيرة من التمور وأنا أقول وعبر منبر «الجزيرة» الحر إن الله سبحانه وتعالى أكرم بلادنا بالنخلة وهي الشجرة المباركة المحببة بمنظرها وثمرها إلى النفس وتوارثها الآباء والأجداد جيلاً بعد جيل.
أقول: إن هذه الشجرة الغالية تعد أهم مصادر الأمن الغذائي وكان الآباء والأجداد يعتمدون عليها في غذائهم اليومي في ظل شغف العيش وكانت النخلة بالنسبة لهم هي (الملاذ) الآمن في إمدادهم بالغذاء المتمثل في ثمرها طوال العام، ولأن المملكة تعد من أكبر بلدان العالم - إن لم تكن الأكبر - في زارعتها وإنتاجها، إلا أن هذا العدد الهائل من النخيل لم يستثمر الاستثمار الذي يحلم به المزارعون، فمليارات الكيلوغرامات من إنتاجها سنوياً من الرطب والتمور يذهب هدراً ولا يُستفاد منها.
إنني وفي هذا المقام أدعو ملك الإنسانية وملك الخير والنماء إلى الاهتمام بالنخيل ومزارعيها لأن إنتاجها يعد ثروة مهمة للوطن بعد البترول ومصادر الدخل الأخرى وأدعوه - حفظه الله - أن يوجّه المسؤولين بوزارة الزراعة لتصدير تمورنا إلى الخارج واستثمار دخلها للوطن وللمزارع في آن واحد، وأجزم أنها ستدر على وطننا عشرات المليارات سنوياً وستكون النخلة (ماركة مسجلة) باسم السعودية في جميع بلاد العالم، فنحن مثلاً نستورد الموز من الفلبين والبرازيل والأرز من الهند والباكستان والتفاح من تشيلي، فلماذا لا نصدر لهم ثمرتنا التي اشتهرت بها بلادنا، الثمار الغالية ثمار النخيل، إنها أمنية آمل أن تتحقق في القريب العاجل.
كما إنني أطالب المسؤولين في وزارة الزراعة بالاهتمام بمزارعي النخيل وتكريمهم بزيادة (الإعانة) السنوية عما هي عليه الآن قبل أن يهجر هؤلاء المزارعون مزارعهم ونخيلهم في ظل عدم الاهتمام بهم وبما ينتجونه من ثروة مهمة.
إن أخشى ما أخشاه أن تموت هذه النخيل واقفة في ظل كبر سن المزارعين الذين يزرعونها ويهتمون بها وفي ظل عزوف الشباب عنها فتبقى هذه النخلة من الأطلال ومن الماضي، وأخشى أن تندثر إن لم تجد الاهتمام من مسؤولي وزارة الزراعة وتشجيع مزارعيها وتصدير منتجاتها.
سعد بن عبدالله الكثيري – الحريق