تعقيبًا على ما ورد في زاوية (باتجاه الأبيض) للكاتب سعد الدوسري في العدد 13876 حول تنظيم الحفلات للأطفال، وما تواجهه من عراقيل في اللحظات الأخيرة، أود التعليق المختصر بالقول: لعل أهمية تقنين إقامة مثل هذه الحفلات وتنظيمها يقودنا إلى ماهية مسار الجودة التي هي عليها منتجات الأطفال التربوية والترفيهية وخط سيرها وتقويمه، الجودة إعلاميًّا، الجودة تسويقيًّا والجودة في نجاعتها، وفي ملامسة واقع الطفل.

وأقول للأخ سعد: أنت تلاحظ أننا أصبحنا نبحث عمن يؤنس أطفالنا من خارج مجتمعنا بأدواته ووسائله هو وكأننا افتقدنا المعول والمخيط، ولم نعد نعي ماذا يريد أطفالنا.

أقول في هذا السياق دائمًا: من المهم أن ندرك أن الأشياء تتغير، ومن الأهم هو توقع الإيجابية وتأمل الأحسن والأفضل في هذا التغير. قد تجد البعض ينطلق في الحياة ويكرر انطلاقته، لكنها لا تحمل جديدًا جوهريًّا يرقى إلى مستوى الأفضلية، والسبب هو التمسك بأدوات ووسائل ومظاهر قديمة التي لا تقدم جديدًا ولا تخلق إبداعًا ولا توجد حلولاً للكثير من القضايا والأمور. جميل إقامة مثل هذه الحفلات، ولكن الأجمل هو تقنين اختيار المحتفلين بهم وجدولة الإحاطة الإعلامية.. الكسب المادي مهول لمثل هذه القنوات، لكنه مشروع، وأنت تحوم في فلك اقتصاد حر.

المحزن في الأمر أن يتم تمرير الكثير من المغالطات تحت ستار الحرية الإعلامية والكتابة للطفل، وبعائد مادي مُجزٍ لبعض القنوات التجارية.

ليس من المفارقة في شيء سوى أننا في زمن كنا نسن قوانين الرفاهية ثم جاءت بعد ذلك حقبة لتسن القوانين لتحقيق وتعزيز جدار الحماية الفكرية من الرفاهية. ليتنا نكرر أنفسنا فيما يعود على أطفالنا بالنفع والفائدة ترفيها بالتثقيف. وحتى لو استقينا العبرة من غيرنا ما الضير في ذلك؟ ونحن أثرياء بل وفاحشو الثراء في الموروث عالي القيمة.

محمد بن سعود الزويد -جامعة الإمام بالرياض - وكالة الدراسات والتطوير