بعد لقاء منتخبنا الوطني مع الفريق الكوري الجنوبي في التصفيات المؤهلة للمونديال الأفريقي خرج علينا رئيس لجنة التحكيم في الاتحاد الآسيوي الأستاذ يوسف السركال مبررًا أخطاء الحكم عبدالملك عبدالبشير آنذاك بحوار أجرته معه جريدة الجزيرة، وقد استوقفني في ذلك الحوار عبارة قالها ولا زلت أذكرها لوقوعها في باب (حدّث العاقل بما لا يليق) إذ قال: (أننا نختار لمثل هذه المباريات الحساسة نخبة النخبة من الحكام) وقد خرج منتخبنا الوطني ونحر من الوريد إلى الوريد في لقاءاته مع الإمارات وإيران وكوريا الجنوبية على يد هؤلاء النخبة !
ولاشك أن الأدوار النهائية من بطولة آسيا للأندية الأبطال مما يصدق فيها وصف مهمة وحساسة، فبالتالي يعود إلينا مقياس اللجنة في أن من تُسند إليهم مثل هذه المباريات من فئة (نخبة النخبة) فصبح الدين وعبدالملك عبدالبشير والأسترالي كريستوفر أفضل حكام القارة برأي رئيس لجنة الحكام السيد يوسف السركال ؛ لذلك أسندت لهم مباريات ربع ونصف نهائي البطولة.
وقد أجمع المنصفون المحايدون أن هؤلاء قد فشلوا في قيادة هذه المباريات وخاصة صبح الدين الذي أثرت قراراته في نتيجة لقاء الهلال بذوب آهن، وبذلك نعرف سرَّ تراجع هذه القارة إن كان هؤلاء هم نخبة النخبة من حكامها !.
حظوظ ممثلينا
أعتقد أن الفريق الهلالي قد قدّم المطلوب منه في لقائه مع الفريق الإيراني، ففريق يفتقد لثلاثة محاور دفعة واحدة وأحد أهم صناع اللعب بالفريق ويقدم هذا المستوى على أرض الخصم جدير بالثناء والاحترام، وكان من الممكن أن يتقدم الهلال في هذا اللقاء لو قُدِّر أن يقود المباراة حكم عادل وشجاع. ومع ذلك فالنتيجة إجمالا أرى أنها إيجابية وأن الهلال الذي عرف عنه القدرة على التسجيل وبغزارة منذ أن تسلّم السيد جريتس دفة الفريق قادر على أن يحسم المباراة لصالحه وأن يسجل فارق الهدفين، ومما يعزز ذلك أن بعض المصابين سيعودون في الإياب، إضافة إلى عودة اللاعب رادوي الذي يبعث على الطمأنينة حين يتواجد سواء لزملائه أو للجماهير الهلالية التي ترى فيه كل مواصفات القائد الميداني، أضف إلى أن الفريق سيدخل هذه المباراة بشعار أكون أو لا أكون، وهذا الشعار عندما يرفعه الهلاليون يعني أن الأمور ستحسم بإذن الله تعالى لصالحهم، والدور الأكبر هو للجماهير التي لا تحتاج إلى تبصير بأهمية المؤازرة والحضور فهي السبب الرئيس في عودة الهلال للبطولة في لقاء الغرافة في قطر، وسيكون لها نفس الدور المؤثر في 20 أكتوبر بإذن الله على درة الملاعب.
وأما الفريق الشبابي فإن مهمته قد تبدو أصعب رغم قدرته على تجاوز الفريق الكوري، فبعودة تفاريس وتأمين الخطوط الدفاعية جيدًا، والاعتماد على الهجمات المرتدة التي يبرع بها الشبابيون سيكون التوفيق حليف ممثلنا بإذن الله تعالى.
بقايا حتى
- عبدالملك عبدالبشير لم يستطع إكمال مباراة الهلال والغرافة، وكافأه الاتحاد الآسيوي على ضعف لياقته باختياره للأدوار النهائية في كأس آسيا للشباب.
- أخشى أن يكون لهذا الرجل مهمة خاصة تنقضي بخروج منتخبنا الشاب من نهائيات كأس آسيا !
- نرجو أن تتحسن أمور الفريق النصراوي بعد إلغاء عقد شركة ماسا.
- استمرار مدرب الفريق النصراوي السيد زينجا هو ترسيخ لمفهوم الاحترافية الحقة.
- لو استمع مسيرو الفرق لما تطرحه الجماهير على أنه رأي نافذ لغيّرت الأندية مدربيها بعد كل خسارة!
- الغريب أن بعض إعلاميّ النصر تبنوا رأي إلغاء عقد المدرب وهم من يفترض فيهم الوعي والإدراك والقدرة على طرح ما يفيد ويعين الإدارة النصراوية لا أن يزيدوا الأعباء عليها.
- تذكرت وأنا أقرأ بعض الأطروحات المتشنجة واليائسة من بعض الإعلاميين تصريح سمو رئيس النصر وهو يقول أن (علّة) فريقه في الصحفيين النصراويين !
- بخصوص تلك اللافتات التي تُسطّر فيها بعض الشعارات السياسية وهي الممنوعة بعرف الفيفا، أين مراقب المباراة عنها في لقاء الهلال بذوب ؟ ولماذا لم تُطيّر الأعين على الإيرانيين كما فعل فاخوري علينا عندما أزبد وأرعد وهدد وتوعد بسبب مقذوف ناري وحيد لولا (أعين) فاخوري التي طارت في الملعب لما علمنا به !
آخر حتى
يا أعدلَ الناسِ إلا في معاملتي
فيك الخصامُ وأنت الخصمُ والحكمُ