حقيقة لم أكن أود تناول قضية التحكيم الآسيوي إلا بخير، وكنت أترقب وأتمنى أن يحالف التوفيق القائمين عليه وعلى رأسهم رئيس اللجنة ابن عمنا (السركال)، وأن تخف حدة الصداع المزمن الذي كثيراً ما سببه هذا العنصر (المؤذي) للكرة السعودية على وجه التحديد سواء على مستوى المنتخبات أو على مستوى الأندية (!!).
أكثر ما يبعث على الدهشة حد الريبة هو ديمومة استلاب حقوق الكرة السعودية لصالح الإيرانية في كل الأحوال عياناً بياناً حتى أضحى ذلك من الأمور المسلم بها (؟!!).
ذلك أن آخر مهازل التحكيم الآسيوي (المريض) إنما تتمثل فيما جسده (صبح الدين) يوم الأربعاء الماضي بحق ممثل الكرة السعودية (الهلال) أمام (ذوب آهن) الإيراني من تطنيش سافر لجزائيتين كل واحدة منهما أوضح من الأخرى لصالح عيسى المحياني، وبدلاً من احتسابهما كحق مشروع أو احتساب إحداهما على الأقل، أشهر له البطاقة الصفراء، كأجبن وسيلة، يمكن أن يلجأ لها الحكم الفاشل.. هذا عدا تطنيشه طرد المدافع الإيراني الذي تسبب بالجزائية المحتسبة (!!).
الكذّاب: أهوه؟!
لا جدال في أن الكذب من أسوأ الصفات دمامة، بل هو من أرذل الخصال التي تجعل من صاحبها أنموذجاً للشخص الجبان الذي فقد كل مقومات الرجل الشريف، وبالتالي سقوط حقه في أن يُعامل كرجل سوي.
هاكم هذا المثال:
أحدهم ممن عُرف عنهم المهارة الفائقة في اللعب على أكثر من حبال، وعلى إجادة التلون الحربائي، والهرولة حسب اتجاه ريح مصلحته الخاصة، مغمض العينين.. هذا (الشخص) وإلى عهد قريب جداً جداً، ظل يكتب المعلقات عن الهلال ويصفه بالثابت فيما البقية متحركون.. هذا فضلاً عن تفاخره الدائم بترديده وجهره بالحقيقة المتعارف عليها من أن الهلال بحضوره وجماهيريته يشكل نصف المشهد الآسيوي والمحلي، فيما البقية يشكلون النصف الآخر.
ولكنه فجأة وبمجرد أن تلقى الأوامر من المسؤول عن القناة إياها.. سرعان ما انقلب على عقبيه، وعاد لممارسة أكاذيبه وطباعه الحربائية الوصولية المعتادة (!!!).
فعلى الرغم من أنه لم يجف بعد مداد معلقاته التي تتغنى بزعيم نصف الأرض.. إلا أنه في غمرة غلبة الطبع على التطبع.. راح ينسف عشرات المقالات التي تغنّى فيها بالهلال وأمجاده ونموذجيته (سبحان الله).
فأخذ يتفنن في نقض قناعاته وما خطته يده بمعدل (180) درجة دون أي اعتبار لمن سيقول له يا هذا: ألا تخجل من القارئ عندما تكتب اليوم ما يكذّب ما كتبته بالأمس، خصوصاً وأنه لم يفصل بين الموقفين سوى أيام، وهذا ما حدا بالذين يروج لبضاعته الفاسدة في سوقهم اليوم إلى عدم الترحيب به وببضاعته لإدراكهم بأنه سيأتي اليوم الذي ينقلب عليهم، ومن ثم فلا أسهل عليه من تحويل الحسنات والغزليات التي يدلقها بحقهم اليوم إلى سيئات ومصايب (؟!!).
هكذا هم الكذابون، وهذه صفاتهم، وتلك هي حرفتهم وبضاعتهم.. مزيج من الفهلوة والتذاكي والمراوغة والأكاذيب المغلفة بورقة (الشطارة)؟!!.
لا خلف الله عليك يا هذا
في بداية الأمر لم أصدق ما تحدثت فيه بعض الجماهير من قيام ذلك (المخبول) عبر إحدى الصحف الإلكترونية حين (نذر) بنحر أربع من الإبل ابتهاجاً بخروج الهلال من الآسيوية على يد (ذوب آهن) الإيراني.. بل زاد بأن دلق توسلاته للفريق الإيراني بتحقيق أمنيته تلك.. أقول: لم أصدق حتى تأكدت بنفسي، ويا لهول ما رأيت (؟!!).
هنا لست بصدد التساؤل عن دوافعه الشاذة، ولكنني أتساءل بكل ذهول: ألا يوجد حول هذا (المختل) من الراشدين من يقول له: لقد بُليت فاستتر.. كذلك أتساءل بألم فإن كان يجهلها فتلك مصيبة، وإن كان يتجاهلها فلعمري أن المصيبة أعظم (؟!!).
أربع من الإبل نذر أن ينحرها قرابين لمن، ومن أجل ماذا؟، ولصالح من (لا خلف الله عليه).
قرأت ما جادت به قريحة ذلك (المعتل) فوجدتها عبارة عن هلوسة لا يمكن أن تصدر عن شخص يتمتع بأدنى قدر من المسؤولية، فضلاً عن القدرة على التحكم في قواه العقلية، وبالتالي وجوب النظر في أمره قبل فوات الأوان.
يقول أحد العقلاء: ألم يكن الأجدى والأولى صرف أثمان الإبل الأربع في التداوي من علله النفسية التي تحولت إلى (غل) وحقد أسود على المجتمع بدلاً من نحرها في غير طاعة الله، لعل الله يعيد له بعضاً من رشده، على الأقل حتى لا يقع في مثل هذا المحذور الشرعي مستقبلاً.
بيت القصيد
لا بارك الله فيك يا ناعق البوم
أقشر.. كريه.. اقبح من اسمه صفاته