Monday  11/10/2010 Issue 13892

الأثنين 03 ذو القعدة 1431  العدد  13892

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

«تقنية النانو» ومدى تأثيرها على الاقتصاد المعرفي
أ.د. عبدالله بن عبدالرحمن العثمان *

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

برز إلى الأضواء خلال السنوات العشر الماضية المصطلح الجديد «تقنية النانو» الذي ألقى بثقله على العالم، وأصبح محط اهتمام الجميع. فهذه التقنية الواعدة تبشر بقفزة هائلة في جميع فروع العلوم والهندسة، ويرى الباحثون أنها ستلقي بظلالها على مجالات الطب الحديث كافة..

ومعالجة قضايا المياه والبيئة والطاقة التي ستساهم بشكل رئيسي في بناء الاقتصاد المعرفي، وكذلك بناء العلاقات الدولية وحتى على مستوى الحياة اليومية للفرد العادي فهي وبكل بساطة ستمكّن الإنسان من صنع أي شيء يتخيله من خلال صف جزيئات المادة إلى جانب بعضها البعض وبأقل كلفة ممكنة.

وتتوقع الدراسات البحثية الحديثة طفرة نمو كبيرة في مجال تقنية النانو خلال السنوات الخمس المقبلة؛ حيث يتوقع أن يبلغ سوق المنتجات التي تعتمد على تقنية النانو 3.1 تريليون دولار بحلول عام 2015م، الذي يمثل ارتفاعا من 147 مليار دولار في عام 2007م، وفقاً لتقرير ودراسة استقصائية صدرت مؤخراً عن شركة لوكس للبحوث الاستشارية للتقنية في الولايات المتحدة الأمريكية وكبريات الشركات العاملة في تقنية النانو.

فقد حققت تقنية النانو أكبر نمو في قطاع المواد والصناعات التحويلية خلال عام 2007م؛ حيث تُستخدم تقنية النانو في المرتبة الأولى في منتجات الطلاء والمواد المركبة المستخدمة في صناعة السيارات وإنشاء المباني؛ حيث بلغت قيمة الإيرادات في هذا المجال 97 مليار دولار، يتبع ذلك الإلكترونيات بنحو 35 مليار دولار من خلال استخدام تقنية النانو لتطوير صناعة الشاشات الإلكترونية والبطاريات، ويأتي في المرتبة الثالثة الصناعات في مجالات الرعاية الصحية وفي مقدمتها التطبيقات الصيدلانية بقيمة 15 مليار دولار. ومن المتوقع أن يبقى قطاع المواد والصناعات التحويلية يشكِّل أعلى مجال في تطبيقات تقنية النانو بحلول عام 2015م، وبمعدل نمو 45 % ليصل إلى 1.08 تريليون دولار. أما قطاع الإلكترونيات فمن المتوقع أن ينمو بمعدل 51 % سنوياً ليصل إلى 940 مليار دولار خلال عام 2015م، في حين الرعاية الصحية وعلوم الحياة سوف تنمو بمعدل 46 % سنويا لتصل إلى 31 مليار دولار.

وتحتل الولايات المتحدة الأمريكية المرتبة الأولى على المستوى العالمي من حيث استخدامات تقنية النانو؛ فقد بلغ الناتج الأمريكي من الصناعات القائمة على تقنية النانو خلال عام 2007م 59 مليار دولار، تليها دول الاتحاد الأوروبي بقيمة 47 مليار دولار، ودول آسيا والمحيط الهادئ بقيمة 31 مليار دولار، وتمثل بقية دول العالم 9.4 مليار دولار. ومع ذلك فإنه من المتوقع أن تُنافس دول أوروبا الولايات المتحدة الأمريكية من حيث الإيرادات في مجالات تقنية النانو لتصل إلى 1.09 تريليون دولار بحلول عام 2015م، مقارنة مع 1.08 تريليون دولار في الولايات المتحدة خلال الفترة نفسها. أما أمم آسيا فسوف تبقى في المركز الثالث وبقيمة إيرادات تبلغ 717 مليار دولار.

وانسجاماً مع المسار العالمي في التحوُّل نحو الاستثمار في مجالات تقنية النانو، وتحقيقاً لرؤية خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في مجال تقنية النانو في الجامعات السعودية، صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - على إنشاء مبنى معهد الملك عبد الله لتقنية النانو في وادي الرياض للتقنية بجامعة الملك سعود بما يتفق مع أفضل التجارب العالمية لهذه التقنية، بتبرع من رجل الأعمال محمد بن حسين العمودي. في ضوء ذلك تمَّ بفضل الله تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين وضع حجر الأساس لمبنى المعهد، الذي حضره نيابة عن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود، رئيس الاستخبارات العامة، يوم الأحد 2 ذي القعدة 1431هـ. المبنى يضم أحدث المختبرات والتجهيزات بمواصفات ومعايير عالمية لإعداد وتأهيل الخبرات المحلية وإعداد البنية التحتية للبحث والتطوير في هذا المجال، ونشر الوعي العلمي بعلوم وتقنيات النانو على المستويين الاجتماعي والتربوي. وتأتي هذه المبادرة الحكيمة استكمالاً لمعهد الملك عبد الله لتقنية النانو الذي أنشئ داخل حرم الجامعة بتاريخ 26/ 3/ 1428هـ، والذي تولى المجالات البحثية والتطويرية والتطبيقية في تصنيع مواد النانو في المجالات الحيوية مثل: الطاقة ومعالجة المياه والاتصالات والطب والصيدلة والغذاء والبيئة.

* مدير جامعة الملك سعود

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة