|
الجزيرة - سعيد الزهراني
فاجأ الدكتور فهد العرابي الحارثي مساء أمس الأحد حضور حفل تدشين كتابه الجديد «المعرفة قوة والحرية أيضاً» عندما قال في ختام عرضه للكتاب: تفضلوا بأخذ نسخكم من الكتاب لكن أنصحكم بعدم قراءته لأنه سيزيد من إحباطاتكم.. في الحين الذي طالب فيه الدكتور عبدالله الحمود في قراءة سبقت عرض الدكتور الحارثي الدول العربية بأن تحيل مضامين الكتاب إلى خطط وبرامج تنفيذية تنطلق من خلالها إلى رسم واقع المجتمعات العربية والنهوض بها من قيعان التأخر علمياً وصناعياً وتكنولوجياً..
حفل التوقيع الذي أقيم بفندق الماريوت شرف بحضور نخبة من الأمراء والوزراء والوجهاء والمثقفين والإعلاميين وعلى رأسهم وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة.. حيث تحدث فيه الدكتور عبدالله الحمود عبر قراءة متأنية لمحتوى وفحوى الكتاب شملت الإشارة إلى أبرز معالمه وفصوله مستشهداً بجملة من الوقفات المفصلية التي تضمنها الكتاب مثل الإحصاءات والأرقام التي تشير إلى مدى ما تعانيه المنظومة العربية من تفكك وانهزام على مختلف المستويات والأصعدة.. أعقبها عرض مرئي قدمه الدكتور فهد العرابي الحارثي تناول فيه مستخلص ما جاء في الكتاب ومشيراً إلى أن العرب اليوم يدخلون القرن الجديد وهم أضعف مما كانوا عليه في القرن الماضي، فالأمية الهجائية مازالت فائقة، والأمية العلمية والثقافية لا قبل لأحد بمواجهتها، وبؤر الفقر والعوز تزداد توسعاً، والحكومات والمليشيات والطوائف والعرقيات منشغلة بالحروب (ست جبهات مشتعلة الآن في العالم العربي، ومثلها جاهزة للانفجار في أي لحظة)، والعرب لم ينتبهوا حتى الآن إلى الوقت الذي يفرّ من بين أيديهم وهم يواصلون غرقهم واندثارهم، وخروجهم من حلبات السباق.. كما يصف التنميات العربية، بأنها تنميات ملفقة، عرجاء، عمياء، انعزالية، صممت للاستهلاك السريع وليس للإبداع والرسوخ والثبات والشراكة الحقيقية في المنجز البشري على مستوى الكون. وأنها خلقت ثقافة مجتمعية مصابة بأنواع من العلل المستعصية، أظهرها وأبرزها ثقافة البطالات المتنوعة التي اكتسبت شرعيتها، كما يقول أحد الباحثين، من نظام اقتصادي واجتماعي مختل، يحتاج إلى هيكلة جديدة تضع نصب عينها تنمية الإنسان، والارتقاء به، وتفجير طاقاته وإمكاناته. فالرفاه الذي يدخل من باب ثقافة «الإنتاج» وتنمية القيم المفضية إليه هو شيء آخر مختلف تماماً عن الرفاه الذي يداهمنا من أبواب «الاستهلاك» والكسل، أو من باب الفهم الخاطئ للمستقبل وشروطه وظروفه وتحدياته.. كما تضمن عرض الدكتور الحارثي استشهادات بارزة في مجالي دعم التعليم والإنفاق عليه عربياً وخارجياً وحجم الإنفاق المالي على البحث العلمي أيضاً.. مؤكداً في هذا السياق على أن المعرفة والعلم والحرية اشتراطات أساسية لأي نهضة على وجه هذه الأرض.