سأظلُّ أكتب عن المتسوِّلات عند إشارات المرور وداخل الأحياء، حتى نصل إلى خلاص من هذه الظاهرة، وذلك لسبب رئيس، وهو أن سلبيات هذه الظاهرة تتراكم. فإذا كنا في البداية، نتحدث عن الجانب الإنساني، وكيف أن الواحدة من هؤلاء المتسوِّلات قد تُصاب بضربة شمس قاتلة، تخر بعدها صريعة أمام الناس، أو أن تنحرف باتجاهها سيارة مسرعة، فترديها قتيلة في الحال، فإننا في النهاية سوف نصل إلى جوانب أخرى، مثل:
* كيف سيترجم المعنيون بحقوق الإنسان هذه الصور في شوارعنا، وكيف سيكتبون عنها؟!
* مَنْ سيحمي متسوّلة في مقتبل العمر من الاختطاف على يد أحد الشباب المتهورين المحرومين أو العمال المغتربين لسنوات لا حصر لها؟!
* مَنْ سيحمي المجتمع ممن سيستغلون هؤلاء المتسوِّلات الشابات ويتاجرون بأجسادهن أو يستغلونهن للعبث بأمن البلاد؟!
من هنا، أنا مؤمن بضرورة مواصلة الكتابة في هذا الشأن، وتسليط الضوء عليه، لتنبيه المعنيين والجهات المختصة لخطورته المحلية والخارجية. وكم من ظاهرة تركناها تنمو دون أن نحرك ساكناً، مع معرفتنا الأكيدة بأنها ستؤول إلى دمار. والمثال الأكبر والأهم في هذا السياق، ظاهرة التطرف. انظروا كيف لم نفعل لها شيئاً من قبل، وكيف فعلت بنا اليوم.