سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سرّنا ما سطرتموه في صفحاتكم عن الاحتفاء بيوم المعلم العالمي تحت قيادة وزير التربية والتعليم سمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود حفظه الله، مع أنه لم يأخذ حيزاً كبيراً أو صدى واسعاً في الإعلام المقروء في الصحف الأخرى والمرئي، ففي هذا اليوم العالمي الذي يعتبر مهماً في مسيرة السلك التعليمي والذي كان الأجدى أن يفرد له صفحة عنه وذلك لتوعية الأبناء، بل المجتمع بشكل عام وفرصة أيضاً لتوجيه تحية التقدير والتفهم للعمل النبيل والمعقد الذي تقوم به أسرة التعليم. أعتقد أن الغالبية من المعلمين والمعلمات لم يعرفوا ولم يحسوا بهذا اليوم وإذا تساءل البعض؟ فالإجابات كثيرة، منذ زمن قريب كان المعلم يتمتع بهيبة واحترام منقطع النظير أما الآن فالحاصل عكس ذلك للأسف، بعض الطلاب أصبح عنده عدم احترام للمعلم وهو سيد الموقف فكيف يستطيع المعلم أن يفرض شخصيته على طالب لا يحترم والديه ولا يقيم لهما وزناً، بل إن هناك أولياء أمور يشكون من سوء أخلاق أبنائهم معهم ولا يستطيعون ضبطهم.
لقد ساءنا ما سمعناه عن اعتداء خمسة طلاب على معلمهم بالتهجم اللفظي والبدني عليه في المدرسة، طبعاً هذا ليس بجديد، بل استمرار لمسلسل اعتداءات الطلاب على معلميهم الذين أصبحوا الآن ضحية لبعض القرارات، وحال الطالب يطبّق مقولة (من أمن العقوبة أساء الأدب)، حالياً ليس البيت أو المدرسة التي تربي وتعلم فقط، بل عند البعض لا قيمة لهما لأن بعض شبابنا جعل البيت للأكل والنوم فقط والمدرسة لقضاء الوقت.
لقد توفرت اليوم أسباب العلم لكن لم تتوفر آداب المتعلم ولا يعني ذلك بأن المعلم معصوم من الخطأ، بل كل شخص يعمل يخطئ ويصيب ولكن لماذا يُشهّر بالمعلم إذا أخطأ ويُنتقص منه على الملأ. إن على المعنيين بالأمر في بلادنا مسؤولية كبيرة في إظهار قيمة المعلم في المجتمع وكذلك وسائل الإعلام كافة بإظهار مكانة المعلم واحترامه.
قال صلى الله عليه وسلم: (تعلّموا العلم وتعلّموا له السكينة والوقار وتواضعوا لمن تتعلّمون منه).
محمد بن عبدالله الحركان - عنيزة