العرب هم أصل علم الأخبار ومعدن معرفة السير والأمصار وكان لهم نشاط حضاري واسع النطاق اشتمل على العلوم الكونية والفلكية والرياضية والطب والكيمياء والفن والوراقة!!

وللعرب عادات وتقاليد وتاريخ عظيم، هذا علاوة على مكارم الأخلاق والعفو عند المقدرة والحفاظ على كل القيم التي أوصى عليها الدين الإسلامي الحنيف وللأجداد من أبناء هذه الأرض المباركة مواقف مشرفة يجب على الجيل الحالي والأجيال القادمة الاقتداء بها وعليهم أن يدركوا أنهم أحفاد أولئك الأخيار من الرجال الذين صنعوا التاريخ وصنعوا المجد!! والمواقف لا حصر لها، لقد قرأنا منذ الصغر وعبر ما كتبه المنصفون عن مؤسس هذا الكيان الشامخ جلالة الملك عبدالعزيز يرحمه الله وكيف كانت مواقفه النبيلة مليئة بالحلم والعطف وإنصاف المظلوم وحماية الحقوق ثم جاء من بعده أبناؤه البررة وساروا على النهج وعلى الطريق الذي رسمه لهم ونالوا إن شاء الله رضا الله أولاً ثم حب وتفاني الشعب ولم يقتصر ذلك على ملوكنا الأكارم، بل إن كثيراً ممن عاشوا على تراب هذا الوطن تعلموا الوفاء والعفو ومكارم الأخلاق وهذا ما سطره الأمير الشاعر محمد الأحمد السديري: يرحمه الله والذي ولد عام 1915م وتوفي عام 1979:

كان السديري مولعاً بصيد الصقور وذات يوم وعندما كان في منطقة الحماد وإذا بصقرٍ فريد من نوعه فحاول ومن معه من المرافقين إطلاق شباكهم لاصطياده وعندما تعب الصقر من المطاردة التي استمرت من الصباح الباكر حتى بعد الظهر وقّع على أحد القبور مستسلماً وعندما علم السديري أن هذا القبر يعود للشيخ بطيّن ابن مرشد: قال لمرافقيه اتركوا هذا الصقر في سبيل الله لأنه حل ضيفاً على رجل كريم وتقديراً لابن مرشد أعتقوا هذا الطير فامتثلوا لأمره وتركوا الطير في سبيله وقد كان لهذا الموقف أثر كبير لدى أفراد قبيلة السبعة وكتب عدد من الشعراء منهم قصائد تثني على دور السديري وموقفه النبيل: انظروا يا شباب اليوم كيف كان هؤلاء الرجال يحترمون حتى أهل القبور إنه السديري الذي يملك استعداداً فطرياً للعفو نريد من شبابنا احترام إنسانية الإنسان حياً وميتاً واعلموا أن الدين الإسلامي لم ينظم صلة الإنسان بربه فحسب، بل نظم صلات البشر فيما بينهم ولأن احترام الناس ينم عن ارتقاء في التفكير!!