وضع الحد للشيء لا يأتي من أي أحد..
فإذا جاء من المؤسسة المعنيّة، أتى ضارباً في عمق الانتصار.. مكمماً للأفواه الناعقة.. مكبلاً لأذرع الطغاة... مطهراً للنجاسة..
وضع الحد للشيء لا يأتي من أي أحد..
*. جملة نطقت بها بعد أن قرأت بيان أصدرته اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة: دفاعاً عن أم المؤمنين: عائشة بنت الصديّق»رضي الله عنها».
عائشة بت الصديق رضي الله عنها الصحابية الجليلة تعرّض لها من تعرّض، وعقيدة أهل السنة والجماعة أن المرء لا يبرأ من النفاق إلا بسلامة المعتقد في الصحابة وآل البيت. فكيف والطعن في عائشة رضي الله عنها المبرأة من فوق سبع سموات. عائشة: أفقه نساء الأمة على الإطلاق، كان الأكابر من الصحابة إذا أشكل عليهم الأمر في الدين استفتوها.
ولأنه تعرض لها من تعرض، دافع عنها من دافع.. إلا أن الدفاع بصوته النافذ.. بنفوذه القوي.. بقوته الراسخة رسوخ الجبال ذات الأوتاد إذا جاء بهيئته تلك يأتي من المؤسسة الدينية، يأتي منتصراً للحق... مدافعاً عن أطهر نساء المؤمنين.. بحيث يتكفل هذا الرد بغلق الأبواب وإقفال النوافذ في وجه من قد تحرضه شطحات تجاوزه على تكرار المعصية.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية أتت مدافعة ومعددة لمناقب السيدة: عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما.. منها مجيء الملك بصورتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم في سرقة من حرير قبل زواجها به عليه السلام.. ومنها نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في لحافها دون غيره من نسائه.. كيف لا وقد أرسل جبريل إليها سلامه مع النبي المصطفى.. بل إنه صلى الله عليه وسلم كان يحرص على أن يمرض في بيتها فكانت وفاته في يومها بين سحرها ونحرها وجمع الله بين ريقه وريقها في آخر ساعة من ساعاته في الدنيا وأول ساعة من ساعاته في الآخرة.. ومناقب كثيرة عددتها اللجنة الدائمة تبيّن فيها فضلها ومنزلتها وأن قذفها بما هي بريئة منه تكذيب ليس لبشر فقط، وإنما للقرآن الكريم والسنة النبوية.
فيا حبذا لو نهجت كل مؤسسة هذا النهج في تكميم الأفواه وسد منافذ البغي والعدوان، ليس المؤسسات الدينية فقط بل وكل مؤسسة علمية، أو ثقافية، أو تربوية، أو فنية ومؤسسات أخرى.
P.O.Box: 10919 - Dammam 31443